مؤتمر وطني تاسيسي نحو الجمهورية الثانية في اليمن

 

 


عندما شن التحالف السعودي الاماراتي المسنود عسكريا ولوجيستيا من امريكا وحلفائها الغربيين وانظمة الحكم التابعة لها في المنطقة،الحرب العدوانية والحصار الجائر على اليمن في مارس2015،ومع الغارات الجوية المكثفة الاولى التي دمرت مقومات الحياة والمستشفيات والمدارس والطرق والجسور والموانئ والمطارات ومزقت اشلاء الشهداء المدنيين والاطفال والنساء في اليمن بتهديم مساكنهم على رؤوسهم وهم آمنون نائمون،فان نيران صواريخها وقنابلها الخارقة للصخور والمهلكة للحرث والنسل احرقت لفائف المبادرة الخليجية،التي كانت قد استنفدت اجلها وتزمينها وفقا لنصوصها،ومعها مخرجات الحوار الوطني التي كانت توجه مساره ومواضيعه سفارات الدول العشر الراعية”وتدفع نفقاته وبدلات اتعاب جلساته ايضا!ومع اطالة امد الحرب العدوانية واحتلال اجزاء من ترابنا الوطني،والمواقف الغريبة العجيبة التي اتخذتها قيادات احزاب،كانت الى اليوم السابق للعدوان،تردد اهازيج ايديولوجياتها القومية واليسارية والثورية والاممية و”الاسلاموية”،ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية ولم تشرق علينا شمس اليوم التالي للعدوان الا وهم جميعا،على تنافر افكارهم وشعاراتهم وتضارب مصالحهم،يصطفون تحت راية وتوجيات غرفة عمليات التحالف السعودي الاماراتي الاميركي الغربي الرجعي مقاتلين اخوانهم في الوطن وتمكين قوى العدوان من احتلال وطنهم على النقيض الكلي لشعاراتهم وخطاباتهم التي نشأوا عليها ورضعوا من اثدائها عقودا طويلة..ان سبع سنوات مضت من العدوان والحصار، والتصدي الاسطوري في مواجهته من قبل الجيش واللجان الشعبية بقيادة انصار الله،واستنزاف قواه وامكانياته وتوجيه ضربات موجعة له والحاق الانكسارات والهزائم المتتالية به ومرتزقته وافشال اهداف عدوانه واحتلاله،قد اوصلت كل منظومات القيم والافكار والثقافات والمؤسسات واساليب الحكم التي درجنا عليها عقودا من الزمن على صعيد الدولة والمجتمع، الى نقطة انسداد تاريخي،يفرض علينا الشروع في ايجاد صبع بديلة تتلاءم وتواكب المتغيرات الهائلة التي حصلت في حياتنا، وتحديث وتجديد القيم والاخلاقيات والمثل والافكار والثقافات والاساليب والعقليات ومنهج التغيير،على طريق مايمكن ان نطلق عليه تاسيس الجمهورية الثانية، والخطوة الاولى على هذا الطريق تبدأ بدراسة فكرة الدعوة الى مؤتمر وطني تاسيسي جامع،بارادة وفكر يمني خالص لاتخالطه شوائب التدخلات والتاثيرات الخارجية التي لايهمها مصالحنا الوطنية الا بما يخدم مصالحها هي بالدرجة الاولى، ان حركة انصار الله مطالبة،من الآن والى ان يكتب شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية الانتصار الحاسم على تحالف الشر السعودي الاماراتي الاميركي الاجرامي وطرد قواته المحتلة المعتدية على بلادنا،بان تضع فكرة الدعوة الى مؤتمر وطني تاسيسي قيد البحث والدراسة المعمقة،من حيث مواضيعه واهدافه ووسائله وآليات انجازه على اسس علمية موضوعية تحقق الغاية المنشودة من ورائه والمتمثلة باعادة بناء اليمن الجديد ومستقبله الزاهر يمن عزيز كريم حر قوي متطور مهاب الجانب يردع اية مغامرة للعدوان عليه مرة اخرى.ومن اجل الا يكون هكذا مؤتمر مثل صبع سابقة مماثلة انتهت الى الفشل،

ينبغي ان يتكون قوامه من ارادة الشعب اليمني واختياره الحر، وذلك بان يتشكل من:
من ممثلين عن كافة المحافظات اليمنية بعدد متساو لكل محافظة، بغض النظر عن حجمها السكاني، ينتخبون من سكان كل محافظة بشفافية ونزاهة.
ممثلين للاتحاد العام لنقابات العمال اليمنيين والنقابات المهنية.

ممثلين عن الجمعيات العلمية الاكاديمية في الجامعات اليمنية وخاصة المتخصصة في الاقصاد والقانون والاجتماع والنظم السياسية والتربية والتعليم والنظم المحاسبية.

10%من قوام المؤتمر تعينهم القيادة الثورية بموجب ترشيحات من اللجنة التحضيرية للمؤتمر وفق معايير دقيقة يختارون كممثلين لفئات او شخصيات ذات كفاءة وقدرات عالية لم يشملهم الانتخاب في المحافظات او مواقع النقابات والجمعيات العلمية.

هذه إذن خطوط عريضة لفكرة الدعوة الى مؤتمر وطني تاسيسي يمني يدشن مرحلة الجمهورية الثانية في اليمن، الهدف منها ان يدور نقاش عام ومستفيض حولها لاثرائها وبلورتها تمهيدا لاخراجها الى الواقع العمليان الانتصار على الغزاة المعتدين المحتلين وحجم التضحيات الجسيمة التي قدمت بسخاء من اجل الدفاع عن الوطن والشعب،وهزيمة العدوان،يهيؤ لنا فرصة تاريخية لبناء وطن عزيز وشعب عظيم ومجد تليد،فالآلام العظيمة تخلق الامم العظيمة اذا توفرت العزيمة والارادة الصلبة والقيادة التاريخية التي تأتي من الشعب وتعمل بالشعب ومن اجل الشعب.

 

 

موضوعات ذات صلة