في سلسلة اللقاءت التي تقيمها مجموعة يمن المستقبل و ائتلاف احرار للتغيير ، والتي تهدف لنشر الوعي الثوري بين شباب الثورة ومنحهم فرصة اللقاء برموز الثورة قمنا يوم الجمعة الماضية ويومي السبت والأحد الماضيين بإستضافة أحد الثوار المخضرمين والذين لهم باع طويل في محاربة نظام صالح الفاسد والذي عانى الكثير من هذا النظام وقد وصل الأمر إلى محاولة التصفية الجسدية ولمرات.. أستضفنا هذه المرة الأستاذ عبدالله سلام الحكيمي في منفاه، وقد أستمتعنا كثيراً وأرهقناه بأسئلتنا التي لا تنتهي، وقد تكرم علينا بالرد على كل أسئلتنا دون كلل أو ملل.. هاني العلفي: سؤالي يا أستاذ عبدالله….أحياناً لا يكفي أن نعرف ما تعنيه الأشياء، أحياناً نحتاج أن نعرف ما لا تعنيه الأشياء أيضا، هل أنت معي في هذا؟ عبدالله سلام الحكيمي: أرحب بالأعزاء جميعاً أجمل ترحيب وأعبر عن عظيم سروري بهذه الفرصة الرائعة لتتفاعل آراؤنا وتتلاقح وتثرى وتتجدد عبر كل ذلك وبالنسبة لي كشيخ عجوز تكون إستفادتي أكبر لتنشيط ما خمل من أفكاري ورؤاي وأبدأ بالعزيز الأول هاني العلفي وسؤاله ذو بعد فلسفي أساساً وأتفق معه فيه من زاوية إن التعمق والإستيعاب الأشمل لمعنى أي شئ أو على حد قول الفلاسفة التعريف الجامع المانع للشئ وهذا من وجهة نظري صعب المنال لأن الحقيقة تظل للفهم الإنساني دائماً نسبية ولا مطلق في فهم الحقيقة والعلم بشكل عام إلاَّ لله علام الغيوب سبحانه وأقول الإلمام بما يعنيه أي شئ وفي حدود العلم الإنساني النسبي يؤدي تلقائياً إلى الإلمام بكل ما لا يعنيه فكل ما خرج عن نطاق ما يعنيه يكون ما لا يعنيه والله أعلم. هاني العلفي: سؤال…هل تظن أن ما حصل في اليمن ثورة أصلاً؟ سؤال أخر……هل حققنا أفضل إنتصار..؟؟ هل كان من الممكن تحقيق إنتصار كاسح..؟؟ هل ما نحن فيه الأن هزيمة أم إنتصار؟؟ سؤال أخر…….(أعذروني لكثرة الخواطر) هل أنت مستعد لتقديم خمسين ألف قتيل…….؟؟؟ عبدالله سلام الحكيمي: بالنسنة لمداخلة عزيزنا هاني العلفي بتساؤلاتها الثلاثة أقول بأني لا أظن بل أعلم علم اليقين الراسخ بأن ما حدث في بلادنا اليمن ولا يزال يحدث على إمتداد عام كامل مُكمَل وبدأ بالولوج في أعتاب ومداخل عامه الثاني هو أعظم ثورة شعبية هادرة عرفها تاريخنا الوطني كله ،هي كذلك عن جدارة وإستحقاق من حيث حجم وشمول وعمق التحولات والتغييرات الجذرية التي أحدثتها ولا تزال في الإنسان والمجتمع في رؤاه وتفكيره في سلوكه وممارساته في منظومة قيمه ومثله وأخلاقياته ،إنها ثورة إجتماعية ثقافية تعيد بناء هويته وأسس ومقومات وحدته الوطنية ونسيجه الوطني الممزق بفعل سياسات السلطة العائلية الفاسدة الخرقاء والمتخلفة ،إنها ثورة تاريخية حقاً تعيد صياغة وبناء وطن جديد مشرق ومزدهر يعيش إنسانه الجديد فيه وبه وفي ظلاله حراً كريماً عزيزاً فاعلاً وبناءًا ومن بعده أبنائه وأحفاده وأجياله القادمة . نعم سيدي إن الثورة تحقق أروع الإنتصارات المبهرة ألا ترى ياسيدي ساحات التغيير والحرية ساحاث الثورة على إمتداد أرض الوطن من أقصاه إلى أقصاه شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً كيف تكتض بمئات الالآف من مختلف مكونات وشرائح المجتمع في بلد شعبه مسلح ومع ذلك جميعهم ترك سلاحه في منزله وأستوطن الساحات التي جمعت الذين ما كان مقدراً لهم أن يلتقوا في مكان واحد بدون سلاح بسسب المنازعات والثارات وجعلتهم يأكلون من إناء واحد ويناقشون واقع ثورتهم ومستقبل حياتهم في وطنهم الجديد وتغرس في عقليات الجميع قيم وعادات ومفاهيم وسلوكيات جديدة إيجابية ومثمرة وخلاقه، ألم تسمع كيف منعت قبائل نهم وارحب والحيمتين وخولان وبني مطروآنس تحرك وحدات عسكرية لضرب إخوان لهم في حضرموت وحجه وتعز وأرحب والعاصمة صنعاء، متى كان يحدث مثل هذا في الماضي وأعذرني إذا أضطررت إلى التوقف عند هذا الحد حتى لا يطول الحديث ويتشعب بما لا يتسع له المقام وهذا كله وغيره هو من الإنتصارات الكاسحة التي سوف تتوالى حتماً في قادم الأيام أما أن أكون مستعداً لتقديم خمسين الف قتيل كما ذكرت فأنا في الحقيقة لا أتمنى تقديم شهيد واحد ، لكن الثورات على إمتداد التاريخ لم تكن لتتهيب تقديم التضحيات مهما بلغت جسامتها إن لم يكن أمامها من خيار آخر لتحقيق إرادتها سواه، ولو كانت الثورات تتهيب ذلك ما حدثت ثورات أصلاً؟ ثم لماذا تضع مثل هذا الخيار بين أن يقبل الشعب بإستمرار سلطة الفساد والتخلف والقمع أو خمسين الف شهيد؟ وبأي حق أو منطق تقتل السلطة الحاكمة الآف المواطنين من أجل استمرار سيطرتها؟ الاصالة اليمانية: أولاً أرحب بالأستاذ عبد الله وسعيدة بقبوله الإستضافة …… سؤالى ماهي إنتصارات وإنهزامات الثورة اليمنية وكيف كان علينا أن نستثمر الإنتصارات ونتحاشى الإنهزامات ……………..وما هي الضربة القاصمة التي منيت بها الثورة هذا طبعاً إن كان الأمر كذلك..؟؟ عبدالله سلام الحكيمي: بالنسبة لمداخلة الاصالة اليمانية أقول إنه فيما يتعلق بتاريخ الثورات التاريخية الكبرى وقوانينها الأساسية فإن الحكم عليها أو بالأدق تقويمها أكبر وأهم وأعمق كثيراً من حساب الإنتصارات والهزائم أو الأرباح والخسائر بل يتأسس على مدى عمق وشمول التحولات والتغييرات الجذرية في هياكل وبنى ومؤسسات الواقع الذي كان هو موضوع الثورة في كافة المجالات السياسية والإجتماعية والثقافية والسلوكية وأنماط التفكير وكامل منظومة القيم والمبادئ والعادات والتقاليد السلبية السائدة وإفساح المجال كاملاً أمام إحلال قيم ومبادئ وأفكار وهياكل وبنى ومؤسسات الثورة الجديدة ومنهجيتها الفكرية والتي تشكل في مجملها البديل التاريخي الأفضل والمتجاوز للواقع السابق المنهار، وبطبيعة الحال وكعمل إنساني جمعي قد تتخلله أخطاء وتجاوزات وإختلالات هنا وهناك ومع ذلك فاللثورات الكبرى الأصيلة ملكة ومقدرة كامنة وفذة تجعلها سريعة الحركة للتصحيح الذاتي لما يواكب مسيرتها من أخطاء أو خلل أو عوامل قصورأو تقصير. وبالنسبة لثورتنا اليمنية فإن إعتقادي جازماً بأنها أعظم ثورة في تاريخنا الوطني إن لم يكن بكل مراحله فعلى الأقل الحديث والمعاصر، ولم يحن الوقت بعد والثورة لا تزال تمضي هادرة وبإصرار وعزيمة لا تلين نحو بلوغ أهدافها الإستراتيجية كاملة لإعطاء حُكم أو تقويم تتوافر له ولو الحد الأدنى من الموضوعية لكن الشئ الوحيد الذي أستطيع قوله الآن إن الثورة الشعبية اليمنية العظيمة طغت إيجابياتها كثيراً على سلبياتها وإنتصاراتها على إنتكاساتها، ولعل أخطر ضربة تلقتها الثورة مسارعة قادة أحزاب اللقاء المشترك – والتي كانت معارضة – إلى الحوار والإتفاق مع السلطة الفاسدة الحاكمة والإشتراك معها في السلطة في ذروة غليان ثورة الشعب لإسقاطها ،ما جعل المجتمع الدولي لا يعترف بأن ما يجري في اليمن ثورة شعب على غرار الثورات العربية السابقة عليها في تونس ومصر بل أعتبرها مجرد أزمة سياسية بين الحكم والمعارضة حُلت بالمفاوضات والإتفاق بين الطرفين. شيم زوقري: أرحب بالأستاذ الحكيمي وأقول له كل الشكر لك على قبول دعوة الإستضافة….. وسؤالي هو أين ترى الثورة والثوار في الوقت الحالي؟؟؟ وكيف تصف قرار الحصانة والتعديل فيه؟؟؟ وما هو المتوجب على الثوار القيام يه من أجل تحقيق النصر الكامل للثورة؟؟؟؟ عبدالله سلام الحكيمي: مداخلة العزيزة شيم زوقري أعتقد إن في مناقشتي للمداخلة السابقة الخاصة بالاصالة اليمانية ما يغطي بعض جوانب مداخلتها أضيف بإيجاز بأني أرى الثورة والثوار في الوقت الحالي داخل موقع الصمود الثوري والتصميم الذي لا يلين ولا يتزعزع على بلوغ أهداف الثورة في تغيير النظام مهما بلغت التضحيات، أما قانون ما سمي بالحصانات والضمانات الذي يفرض منح الحصانة لأعداد مطلقة وغير محددة الهوية والعدد من الذين عملوا في كافة مؤسسات وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية طوال حكم علي عبدالله صالح 34 سنة كاملة من كل مساءلة قانونية أو جنائية هكذا بالمطلق وإعتبار هذا القانون من أعمال السيادة لا يجوز الطعن فيه أو نقضه فهو بحق وحقيق فضيحة وعار سيلازم كل الموقعين عليه والمبادرين إليه والراعين له والموافقين عليه مدى حياتهم وسيكتبه التاريخ في أحلك وأكثر صفحاته سواداً ، وهو عمل لا أخلاقي تورط فيه الشيخ جمال بن عمر مبعوث أمين عام منظمة الأمم المتحدة وورط معه المنظمة الدولية من حيث كونه يتناقض تناقضاً كلياً مع ميثاقها وكامل المعاهدات والمواثيق والعهود والإتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات وملاحقة مجرمي الحروب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية بما فيها القتل والتعذيب والجرائم المنظمة والإتجار بالرقيق والجنس وتجارة المخدرات وتببيض الأموال والفساد ونهب أموال وثروات الشعوب وغيرها من الجرائم التي باتت كلها تدخل في نطاق مسؤولية المجتمع الدولي، ولولا الإنتفاضات الحادة والرافضة لقانون الحصانة المخزي من قبل المنظمات الدولية المحترمة وخاصة منظمة العفو الدولية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة حقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) لفرض على الشعب اليمني وثورته العارمة عنوة وعلى غير إرادته ورغبته ،لكن التعديلات التي أضطر المبعوث الأممي إلى التبشير بها لا تغير جوهره ومضمونه بل تهدف إلى الإلتفاف على المعارضة الشعبية الوطنية والدولية الواسعة ومحاولة إمتصاصها أو التخفيف من حدتها، ومع ذلك ورغم ذلك سيبقى القانون منافياً لكل القوانين والمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية والمحلية والأعراف والتعاليم الدينية والأخلاقية جميعاً بإعتباره مشجعاً على وداعماً وحامياً للقتلة والمجرمين واللصوص والفاسدين وأخيراً فإن النصر الكامل للثورة مرهون بصمود الثوار وأستمرار الثورة بمختلف السبل والوسائل السلمية. محمد العاقل : أولاً نرحب فيك يا أستاذ عبد الله الحكيمي وثانياً ماذا في نظرك يا أستاذ عبدالله الحكيمي القضية الجنوبية ؟ هل الإنفصال هو الحل ؟ أم الفيدرالية ؟ الحصانة لعفاش هئ حتى أن اليمن لا تدخل في حروب أهلية وتدمر البلاد؟ فلماذا لا نريديها إذا كانت ستحمي لنا البلاد ؟ عبدالله سلام الحكيمي: حول مداخلة العزيز محمد العاقل أقول إن ما بات يعرف بالقضية الجنوبية إنما نشأت وتنامت وبرزت بشكل رئيسي لسببين أو عاملين رئيسيين هما من وجهة نظري :الأول يتعلق بالأسلوب والطريقة التي تم التعامل بهما في إعلان إقامة دولة الوحدة بدلاً عن الدولتين اللتين كانتا قائمتين في الشمال والجنوب وهو أسلوب وطريقة أتسمتا بالإرتجالية والعشوائية والسلق المتعجل جداً وتم إعلان قيام دولة وحدة في حين كان الواقع يؤكد إن دولة الوحدة هذه لم تكن موجودة في الواقع العملي وإنما على الورق في الغالب أقصد أن الكيانين السياسيين السابقين بمؤسساتهما وأجهزتهما المدنية والعسكرية والأمنية ظلا قائمين ومستمرين في ما قيل أنه دولة وحدة أو واحدة هذا في الوقت الذي كان لكل جانب من الجانبين والشمال على وجه الخصوص حساباته وأغراضه وتكتيكاته تجاه تلك الوحدة ولم يكن السعي لتحقيقها هدفاً أصيلاً ومجرداً لهدف الوحدة بصدق وإيمان بها وأكرر أن هذا ينطبق على الشمال بأكثر كثيراً من الجنوب من حيث أن الشمال دخل الوحدة بهدف القضاء على شريكه الجنوبي والتفرد بالسيطرة على دولة الوحدة وهذا ماتحقق بفعل حرب صيف 1994م والسبب أو العامل الثاني يتعلق بالسياسات والإجراءات الخرقاء والهمجية والمتخلفة التي تم التعامل بموجبها تجاه الجنوب بعد حرب 1994م وتتلخص بإعتبار الجنوب أرضاً وسكاناً وثروة وكأنها مجرد غنيمة حرب مباحة للسلب والنهب والعبث وجرى على الفور إقصاء وتسريح عشرات الالآف من الكوادر العسكرية والأمنية خصوصاً والمدنية وتهميش الجنوب تماماً وهو ما نتج عنه حركة رفض ومقاومة ظلت تتصاعد وتتسع يوماً بعد يوم مع تصاعد قمع السلطة وتنكيلها فيما عرف بعد ذلك بالحراك السلمي الجنوبي ومع تفجر الثورة الشعبية السلمية العارمة على إمتداد اليمن كله وإنخراط أعداد كبيرة من أبناء الجنوب في محافظاتهم الست السابقة لإسقاط وتغييرالسلطة الحاكمة إلاَّ أن عدداً من القوى والحركات السياسية والحركية تبلورت وبرزت كممثلة للجنوب وهي قوى وحركات داخل البلاد وخارجها تباينت رؤاها وأهدافها ما بين مطالب بفك الإرتباط وإستعادة دولة الجنوب المستقلة وآخر يطالب بدولة فيدرالية بين الشمال والجنوب يتم تقاسم الوظائف فيها بالمناصفة بينهما ولمدة مؤقتة بخمس سنوات يجرى بعدها إستفتاء للجنوبيين ليختاروا بين البقاء في الدولة الفيدرالية أو الإنفصال وثالث له ثقل وتأثير كبيرين بفعل مشاركته الكبيرة في السلطة الحالية منذ ما بعد حرب 1994م لا يميل إلى أي من الخيارين السابقين ويفضل الإبقاء على الوحدة القائمة بعد إدخال تحديثات وإصلاحات عليها، والمشكلة هنا أن هذه القوى والحركات الرئيسية الثلاث لم تتمكن حتى الآن من خلق وحدة هدف وتحرك سياسي مشترك فيما بينها وكل منها يطرح نفسه الممثل الشرعي لشعب الجنوب. من وجهة نظري التي دأبت على طرحها منذ سنوات أرى إن الحل الأمثل والأنجح للقضية الجنوبية يتحقق فقط بالعودة إلى شعب الجنوب بإعتباره صاحب الحق والشرعية الوحيد بتنظيم إستفتاء نزيه ومحايد وليكن بإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية المباشر لمعرفة ما يريده شعب الجنوب وأستفتائه للإخيتار إما أستعادة دولته أو البقاء ضمن دولة واحدة فيدرالية قائمة على أسس علمية حديثة وسليمة ويجب إحترام إرادته الحرة كيفما أتت. بالنسبة للحصانة فقد سبق لي أن ناقشتها قبل قليل ولا أعتقد أبداً أن مثل هذه الحصانات ستحمي اليمن وتمنع الحرب الأهلية فيه بل على العكس فإن فرضها على الشعب عنوة وعلى غير إرادته هو الذي سيؤدي إلى كل ذلك. أنيس شمسان: أستاذي الفاضل.. كلما وضعت مشاركة لك زدت شموخاً في أعيننا.. فهنيئاً لك هذا الشموخ وهنيئاً لنا تواجدك معنا.. لا حرمنا الله منك ومن أمثالك.. تحياتي العقيق اليماني: اخ عبد الله الحكيمي أريد منك كلمة حق في كلام توكل كرمان في مقابلتها مع قناة دريم حول أن لا تكون الشريعة الإسلامية مصدر التشريعات في الدستور ..الثورة قامت لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية سواء كان في العدل وتنفيذ الحدود السرقة والزنا والفساد ونظرتها حول تخلي نساء اليمن عن النقاب أنه حاجز وسبب تخلف المراءة اليمنية؟ عبدالله سلام الحكيمي: مداخلة العقيق اليماني للأسف ياسيدي أنا لم أتابع تلك المقابلة حتى أناقشها ولكن سأناقشها وفقاً لما ذكرته في مداخلتك فأقول بأن وجهة نظري ترى إن الدولة في الإسلام تقام وتتأسس على شرعية عقد إجتماعي قانوني يضعه ويتوافق عليه فئات وشرائح ومكونات المجتمع بهوياتها وإنتماءتها وأصولها العرقية والدينية والثقافية مُلزم فقط لكل من وافق عليه وأقره ووقع عليه وهو عقد يقوم على مبادئ أساسية أهمها بعجالة وإختصارالحرية الدينية الكاملة والمعاملة بالمثل فيما يخص قيام أتباع أي ديانة في المجتمع بمناصرة أتباع ديانة أخرى إلى جانبها وتقليص السلطات المركزية العليا إلى أقصى الحدود لصالح جعل السلطة الفعلية في الغالب في يد القاعدة التحتية أي الشرائح والفئات والمكونات التي يتشكل منها المجتمع أو الدولة ومنحها ما يشبه في عصرنا أسلوب التسيير الذاتي لشؤون حياتها كل على حدة على قواعد المسؤولية التضامنية والتكافل الإجتماعي بين أفرادها وتكويناتها الأدنى وإحتكام كل منها إلى أعرافها وتقاليدها المتوارثة مع تهذيب البعض منها مثل الثأرات، التأكيد على القيم الأصيلة كإغاثة الملهوف وإجارة الخائف ونصرة المظلوم وإيقاف الظالم وعدم ايجارة حرمة إلاَّ بإذن أهلها ثم تأتي أسس إدارة المجتمع أو الدولة ومن أهمها إلتزام الجميع بجعل أرض المجتمع أو الدولة أرض حرام يحرم إحداث أو القيام بأي أفعال أو ممارسات بغيضة كالقتل والعدوان والظلم… إلخ وإعتبار الجميع يداً واحدةً ضد كل من أرتكب فعلاً من تلك الأفعال ولو كان ولد أحدهم وإن الدفاع عن أرض المجتمع أو الدولة ضد أي عدوان مسؤلية المجتمع كله وأن لا يتعاون أي مكون من مكونات المجتمع أو يتحالف مع أي ٌقوة معادية للمجتمع أو الدولة ووفقاً لهذا العقد في بناء المجتمعات المستند إلى المفهوم الإسلامي فإن رأس المجتمع أو الدولة مُهمته فقط كمرجع يعود المجتمع إليه في حالة حدوث خلاف يخشى تحوله إلى صراع أو فتنة وما عدا هذا فكل فئة تدير شؤونها بنفسها والحقيقة أن هذه هي معالم ومضامين المجتمع الإسلامي أو الدولة التي وضعها وأقام نموذجها التطبيقي الرائع حقاً سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين الطاهرين في مجتمع المدينة المنورة الذي يمكن إعتباره النموذج الأسمى للدولة على ضو أحكام ومضامين صحيفة المدينة التي صاغها عقداً بين مكونات ذلك المجتمع المتعدد الأعراق والديانات المتعاقدين وتعتبر تلك الصحيفة أول وثيقة دستورية في التاريخ وآمل أن تتاح لك فرصة دراسة هذه الصحيفة العظيمة وستجد أنها خلت مما نسمعه ونعيشه في زمننا هذا من لجاجات وتنطعات حول الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد أو الأساسي أو مصدر أو أحد مصادر… إلخ. وأكتفت الصحيفة بالنص على (للمسلمين دينهم ولليهود دينهم) ولهذا وعلى ضو كل ما سبق فإني أتفهم ما قالته السيدة توكل كرمان وذلك لأننا في مجتمع مسلم لا يعقل أن يصدر قانون يحل حراماً أو يحرم حلالاً بداهة أو يتعدى حدود الله كما يفعل بعض المسلمين في تسخير الدين لتمرير قانون الحصانة مثلاً، أما موضوع النقاب فأنا لا أعتبره على الإطلاق ذي علاقة بالإسلام أو أنه واجب شرعاً فالله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه العزيز(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)وكلفهما ذكراناً وإناثاً بأمور الدنيا والدين وجعل المرأة شاهدة وكيف تكون شاهدة وهي منتقبة لا تدري إن كانت من ستدلي بشهادتها هي الشاهدة عينها أم غيرها والنقاب مجرد إرضاء لعادات وتقاليد إجتماعية فحسب وهو موضوع على درجة كبيرة من الإختلاف والخلاف بين المسلمين منذ زمن طويل وكما تقول القاعدة الفقهية فالإختلاف حول أي قضية يصيرها ظنية وليست قطعية وعفواً من الإطالة. وضاح المقطري: أهلاً بالأستاذ القدير .. أتمنى أن يتسع صدرك لسؤالي : ألا ترون معي أنكم أنتم الأحرار المستقلين الذين كان يجب أن تكونوا أكثر تواجداً لتوجيه الثوار التوجيه الصحيح، قصرتم وتركتم فراغاً كبيراً ملأه من ركبوا وتسلقوا الثورة ووجهوها إلى المسار الذى يريدونه وليس إلى ما نريده ؟ عبدالله سلام الحكيمي: مداخلة العزيز وضاح المقطري الواقع ياسيدي أن التقصير والقصور والخطأ يبقى وارداً ما دام الإنسان إنساناً فالكمال لله تعالى وحده ومع ذلك لا أشعر في الحقيقة أني قد تخليت يوماً عن دوري أو ما يمليه علي واجبي ويقتضيه ضميري بأقصى ما أستطيع وما كنت أريد أن أتحدث عن نفسي لكني هنا مضطر لكني سأحرص على الإقتضاب إلى أقصى حد ممكن فأقول بأني كنت منذ أكثر من 34 عاماً ولازلت مقاوماً ومقارعاً لهذه السلطة سواءاً بالعمل السياسي والتنظيمي وهو الأقل مساحة أو بالنشاطات السياسية مع مختلف القوى والفعاليات في الساحة ومن خلال المقالات الصحفية والمقابلات الإعلامية والندوات والمحاضرات والعلاقات ..إلخ. وشاركت مع رفاق لي في التنظيم الناصري بمحاولة إنقلابية عسكرية بيضاء دون سفك قطرة دم واحدة في 15 أكتوبرعام 1978م نتج عنها إعدام أكثر من عشرين من قياداتنا العسكرية والمدنية في محاكمات عسكرية صورية إستغرقت أياماً محدودة وشاءت إرادة الله تعالى أن لا أكون بين أولئك الشهداء العظام، ومنذئذٍ وحتى اليوم عشت حياة التشرد والهروب والتخفي والتهديد والخوف والقلق إلاَّ قليلاً. اسمح لي أن أكتفي بهذا ودعني أمارس نوعاً من الدعاية الشخصية لأقول لك إن أردت الإطلاع على شئ من نشاطاتي ومواقفي فعرج على موقعي www.alhakimi.com الذي بادر إلى إنشائه بعض أقاربي ليحفظوا أو يوثقوا نشاطاتي علماً أنه لا يحتوى إلاَّ على ما لا يزيد عن 30% منها تقريباً مما عثروا عليه حتى الآن، هذا جانب أما الجانب الآخر والأهم فصدقني إذا قلت لك إن من دلائل تاريخية وعظمة ثورتنا الشعبية السلمية أنها هي من علمنا ووجهنا وأعادت صياغة تفكيرنا ورؤانا لا بل أكثر من ذلك لا أخفي عليك أنني شخصياً كانت تنتابني في السنوات القليلة الأخيرة بين آونة وأخرى بعض مشاعر الإحباط واليأس وفقدان الأمل من إمكانية التغيير ربما لطول أمد مقارعتنا للسلطة العائلية الطاغية والفاسدة دون أن تبدو في الأفق إمكانية زحزحتها وأيضاً ربما عامل التقدم في السن وتراكم المعانات والآلام والعذابات لسنين طويلة وكان فضل الثورة عليَّ عظيماً إذ أحيت في نفسي مشاعر الأمل وأنعشت المعنويات التي بدأت تخبو حين دوى طوفانها الهادر من حيث لم نكن نحتسب ولهذا اسمح أن أختلف معك بأن الثورة كانت تحتاج لتوجيه منا بالعكس نحن من أعادت الثورة توجيه مسارنا وسيخطئ خطأً فادحاً كل من أعتقد أو توهم قدرته على ركوب موجة الثورة أو تسلقها أو الإلتفاف عليها وأحتوائها وتحريف مسارها حتى وإن تراءى لهم سراب نجاح حققوه فسيجدونه بعد لائ أنه مجرد سراب خادع. إن الثورة أكبر منا جميعاً وسوف تذهلنا جميعاً حين تحقق نصرها الحاسم قريبا. عبدالله الحضرمي: تحية للأستاذ الحكيمي لدي سؤال بحاجة لصياغته مرة أخرى وإجابة شافية منك بعد تحليلك السياسي عليه: – القاعدة كانت مجندة ضد القضية الجنوبية ويمتلك خيوطها النظام متمثلاً بصالح وأولاده + حزب الإصلاح متمثلاً بالزنداني وعلي محسن الأحمر (حسب التقارير والدراسات الأجنبية) والآن إنتقلت إلى رداع فهل هذا يوحي بأن القاعدة الآن صارت إثنتين وأحتمال التصادم فيما بينهم سيكون وشيكاً أم أن قاعدة علي محسن ستتوجه إلى عدن ؟ عبدالله سلام الحكيمي: العزيز عبدالله الحضرمي أقول بأن وجهة نظري كانت منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م ولا تزال بأن الإرهاب والقاعدة أقرب إلى لعبة كبرى تدار على مستوى عالمي وداخل جدران سميكة وعالية من السرية والخفاء المطلقين كذريعة لخدمة وتحقيق أهداف ومصالح إستراتيجية على المستوى الكوني وإذا عرفنا أن علي عبدالله صالح بحسب معلومات دولة الجنوب سابقاً قد جُند لصالح أجهزة الإستخبارات الإميركية أوائل سبعينييات القرن الماضي وتم الدفع به للسيطرة على الحكم في اليمن وحمايته وضمان إستمراره أطول فترة ممكنة وتوريث الحكم لأبنائه وأفراد أسرته من بعده فإن نظام صالح موكل له القيام بتنفيذ دور مهم في إطار تلك اللعبة دور يتولى توفير المأوى والملجأ لعناصر وجماعات ما يسمى بالقاعدة والإرهاب ومنحهم الغطاء والدعم اللوجيستي وتسهيل تحركاتهم وتنقلاتهم وتصديرهم إلى هذه الدولة أو تلك من دول العالم حسب ما تقتضيه أهداف وسيناريوهات تللك اللعبة العالمية الكبرى وحساباتها التكتيكية وتطورات الأوضاع العالمية وفي هذا السياق سُمح لنظام صالح بإستخدام عناصر ما يسمى بالقاعدة في تصفية خصومه ومناوئيه السياسيين وخدمة حساباته ومصالحه الداخلية والإقليمية وهذا ما يفسر سبب التغاضي وصرف النظر عن الإستخدام والإستثمار المفرط والمفضوح والجلي للعبة القاعدة والإرهاب من قبل نظام صالح في خدمة وتحقيق أجنداته ومصالحه الذاتية رغم علم الجميع بتلك اللعبة القذرة وإنكشافها التام. لقد قاتل هؤلاء إلى جانب نظام صالح ضد الجنوب قبل الوحدة ثم بعد الوحدة بمئات عمليات الإغتيالات والتصفيات الدموية لقادة وكوادر الجنوب قبل وأثناء حرب 1994م ثم إرباك الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد وزرع الإضطراب والفوضى متى ما كان ذلك يخدمه ويحقق مآربه وأهوائه كما حدث ويحدث في أبين ومأرب وشبوه ولحج وعدن وأخيراً في رداع والحبل على الغارب، ولهذا تؤكد سياقات الأحداث إن الذين يمسكون بخيوط اللعبة ويديرون وقائعها رموا بكل ثقلهم ونفوذهم وتأثيرهم وبكل قوة لحماية نظام صالح وضمان إستمراره حتى إذا ما تنحى صالح فسوف يبذلون أقصى ما يستطيعون للإبقاء على أبنائه وأفراد أسرته المسيطرين على قيادة الوحدات العسكرية والأمنية والمؤسسات الإقتصادية الإيرادية الهامة وذلك لضمان إستمرار الدور الذي لا يزال مطلوباً ضمن تلك اللعبة الكونية الكبرى. الاصاله اليمانية: أستاذ الحكيمي ما مصير القضية الجنوبية وقضية صعدة فى ظل الثورة وحكومة الوفاق والمبادرة والحصانة ؟؟ وهل تعتقد أن هناك تغييراً حقيقياً فعلاً في مستقبل اليمن ؟ عبدالله سلام الحكيمي: مداخلة العزيزة الاصالة اليمانية ما يجري في اليمن اليوم عبارة عن صراع أرادات بين منهجين الأول منهج الثورة الشعبية الذي تنشد التغيير الجذري الشامل والثاني منهج السياسين المحترفين من قيادات أحزاب المشترك الذين كانوا بالأمس معارضة فاصبحوا الآن سلطة الذين يميلون إلى أسلوب المساومات والصفقات وأنصاف الحلول. الثورة مستمرة وقوية وسوف تنتصر حتماً أما محترفي السياسة فهم لا يخجلون من التصريح علناً إن ما أقدموا عليه من (مصالحة وطنية) هكذا، أي المصالحة مع السلطة العائلية الفاسدة التي يثور الشعب ضدها تسمى مصالحة وطنية ثم يكيلون الحصانات والضمانات والحمايات المطلقة لمئات الآلاف من الذين عملوا مع صالح بدون تحديد أسماءهم أو عددهم، هولاء المحترفين الذين طعنوا الثورة في الظهر سيسقطون مع السلطة الفاسدة التي تحالفوا معها ضد الثوره وهم لا يستحون أن يقولون إن ما فعلوه هو إنتصار للثورة!! وقد تحدثت عن القضية الجنوبية بشئ من الإسهاب فيما سبق وكذا حول موضوع الحصانات سيئة الصيت أما حكومة ما يسمى بالوفاق الوطني فطبيعة تركيبها مناصفة مع السلطة الفاسدة مع بقاء أبناء صالح وأفراد أسرته مسيطرين على الوحدات العسكرية والأمنية والمؤسسات الإقتصادية الإيرادية الحساسة من شأنه تعطيل أي محاولة للتغيير الجاد والشامل وهو ما سيؤدي حتماً إلى نسف المبادرة وآليتها وحكومتها الوفاقية وسيدفع بالبلاد إلى إنفجارشامل ومدمر. يبقى الحديث عن صعدة وهي قضية مهمة وخطيرة وأعتقد إن الحل المناسب والناجح لها يتحقق عبر مراعاة وإحترام الخصوصيات الثقافية والمذهبية للمكونات المتعددة للمجتمع وعدم إستهداف أي منها بالإقصاء والإجتثاث وبالتالي إطلاق حرية التعبير والحركة أمام المذهب الزيدي تماماً كما هو الحال مع المذاهب الأخرى بدون تميير أو إنحياز لأي منها أو ضد أي منها وفي نفس الوقت إعادة إعمار محافظات صعدة والجوف وحجة وعمران وصنعاء ومأرب وتطويرها في مختلف المجالات. شيم زوقري: أستاذ عبدالله ما هو تقييمك بالنسبة لثورة المؤسسات؟؟؟ عبدالله سلام الحكيمي: عفواً غفلت عن سؤال لشيم زوقري حول تقييمي لثورة المؤسسات إن هذه الثورة من ضمن الثورة هي أحد أهم وأبرز تجليات وإبداعات وعبقرية الثورة الشعبية السلمية اليمنية في سياق ما سمي بثورات الربيع العربي وهي تنبئ بأن هذه الثورة تملك مقدرة فذة على الإبداع المستمر لأساليب ثورية جديدة ومبتكرة وحاسمة خلال مراحل مسيرتها نحو النصر النهائي والحاسم في تحقيق أهدافها وهي أحد أشكال فرض إرادتها عملياً وميدانياً وأعتقد إن ثورة المؤسسات هذه قد كبح اندفاعها مؤقتاً من قبل قادة أحزاب اللقاء المشترك التي قبلت بالمشركة مع السلطة العائلية الفاسدة التي لا تزال ثورة الشعب ضدها قائمة ومتواصلة للأسف الشديد. صالح سالم صالح: أستاد عبدالله ألا ترى أن الناصريون مشاركون مع آخرين في وصول هذا النظام إلى السلطة وذلك بأنهم رضوا أن يكون علي صالح قائد لأهم لواء أيام الحمدي وهو تعز والغشمي أهم قيادات الجيش بينما أكتفى الناصريون أيام الحمدي بأن يكونوا داعمين من الخلف وليس مؤثرين؟ عبدالله سلام الحكيمي: مداخلة عزيزنا صالح سالم صالح الحقيقة إن الناصريين لم يكونوا أصحاب قرار ولا كان لهم وجوداً سياسياً مؤثراً وإن أصبح لهم وزيراً واحداً فقط في المرحلة الأخيرة من فترة حكم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي كما أن معرفتنا وعلاقتنا بالرئيس الحمدي لم تبدأ إلاَّ أواخر عام 1975م وإن كان بعض الكتاب الصحفيين من الناصريين قد واكبوا وساندوا وأيدوا حركة 13 يونيو 1974م بكل قوة إلاَّ إن ذلك كان تعبيراً عن قناعتهم ورؤيتهم الشخصية في بادئ الأمر وبالتالي لم يكن الناصريون في وضع يمكنهم من التأثير على القرار لا من قريب ولا من بعيد إطلاقاً وخاصة فيما يخص الأوضاع العسكرية. أنيس شمسان: أستاذ عبدالله.. أشكر لك مشاركتنا وقبولك بأن تكون ضيف المجموعة اليوم، وأقدر لك تكرمك هذا.. سؤالي هو أني قرأت ما كتبته مؤخراً وقد وجدته يؤجز ما مرت به ثورتنا وما عانته ومن ثم ما وقع فيه أقزام المشترك وأشاركك الرأي في كل ما ذكرته، عدا ما ذكرته عن هادي مركوز.. فأنا بإعتقادي أنه أحد أسباب ما وصل الأمر إليه وذلك لهشاشة مركزه وضعف شخصيته وعدم تحركه كما كان يفرض عليه واجبه الوطني لا تبعيته الحزبية للرخيص.. فهل لك أن توضح لي رأيك وعلى ماذا بنيته، ولك شكري سلفاً.. تحيتي عبدالله سلام الحكيمي: أصل إلى مداخلة أستاذنا القدير أنيس شمسان والشكر له في إتاحة هذه الفرصة الطيبة للحوار المفتوح ولعل أهم إنجاز لها أن أجبرتني على التعامل مع الفيسبوك لأول مرة وهذا إنجاز نوعي مهم. أما بالنسبة لما كتبته في مقالي بصحيفة الوسط الأسبوعية عن الفريق عبدربه منصور هادي فقد بني على عدد من الإعتبارت أو الحيثيات أهمها: 1. أنه لم يسجل عنه ولوغه في الفساد والنهب والإثراء غير المشروع كما هي سمة كبار المسؤلين العسكريين والمدنيين وما دونهم في سلطة صالح على الأقل أنا شخصياً بمتابعاتي المستمرة ومعايشتي للأوضاع وعلاقاتي الواسعة لم أعلم عنه فساداً ذا شأن يذكر وهذا أمر هام جداً بالنسبة لأوضاع كاليمن. 2. إن الرجل ظل سنوات طويلة في منصب نائب الرئيس دون صلاحيات أو سلطات تذكر ومع تذمره من وضعه هذا داخلياً لكنه لم يصدر عنه تبرماً أو موقفاً مندفعاً للإحتجاج أو الرفض مما يدل على تحليه بميزة الصبر والتحمل وطول البال والنفس الطويل وعدم التهور أو الإندفاع العصبي المفلوت أي التقيد بالمثل الشعبي “لا تقاتل حيث تُقتل” وهذا كله في إعتقادي يجعله شخصاً مأموناً وجديراً بتحمل المسؤلية وإحتمال أعبائها ومتطلباتها دون نزق ونفاد صبر. 3. وهو إلى ذلك ليس مهووساً بالأضواء وحب الظهور وعشق الذات ولكنه إنسان متواضع وعملي ومتأن. 4. وفوق هذا وذاك فهو من الجنوب ووصوله إلى حكم اليمن سيكون سابقة تاريخية كبرى حيث سيكسر القاعدة العرفية الراسخة المعمول بها بصرامة منذ أكثر من ثلاثة قرون بحصر المنصب الأول في اليمن في منطقة شمال الشمال فقط وتكييف بناء الدولة ومؤسساتها وأجهزتها وخاصة العسكرية والأمنية …إلخ، بما يكرس ديمومة تلك القاعدة العرفية المزمنة والتي كادت أن تفجر النسيج والكيان الوطني الواحد لليمن وهذه كما قد توافقني الرأي تكتسب أهمية بالغة. أما القول بأنه لم يتحرك كما يفرض عليه واجبه الوطني أعتقد أنه في سيطرة علي عبدالله صالح وأسرته وأقاربه وأنسابه وأصهاره على كل مفاصل وأدوات ووسائل السيطرة والقوة العسكرية والأمنية وكامل الدولة والسلطة على نحو شبه كلي ومطلق لا تتيح أي فرصة أو إمكانية أمام عبدربه منصور أو أي شخص آخر في مثل موضعه ومهما كانت قوة شخصيته الذاتية للإقدام على إتخاذ أي خطوة ذا أثر ملموس ولو فعل لما توقف الأمر عند حد الفشل في مسعاه بل سيمتد الأمر إلى مصادرة حياته أو التنكيل به وأقاربه وأصدقائه جميعاً وأخيراً فإن إحساسي الباطني يخبرني بأن عبدربه منصور سيأتي بما لم يأتي به الأوائل من الأعمال والإنجازات والتحولات ما لم يخطر لنا على بال والله وحده أعلم بالسرائر، هل تراني ياسيدي أوفيت؟ لعلي.