لم افاجأ كثيرا حين اعلن عن هروب قادة تنظيم القاعده من سجن الامن السياس في صنعاء في مسيرة هروبية او تهريبية ضمت 23منهم !!ولعل عدم دهشتي تعوداساساالىمعرفتي الاكيدةبالعلاقةالوثيقةجداًالتي جمعت او ربطت ولاتزال تجمع وتربط بين هذه الجماعات وغيرها قبل ان يكون تنظيم باسم القاعده والنظام الحاكم في اليمن، بدات هذه العلاقة منذ ما يزيد عن17عاماً تقريباً وتوثقت على نحو اعمق بفعل طبيعة الصراع الذي كان قائماًبين شطري اليمن وكانت هذه الجماعات ذات التوجه الديني تلعب دوراًرئيسياً في محاولات اختراق وزعزعة الاستقرارالسياسي للنظام القائم أنذاك في الجنوب من خلال التغلغل فيه والقيام بعمليات عسكرية نوعية فيه وتعززت هذه العلاقة اكثر واكثر قبل قيام الوحده اليمنية 22مايو سنة 90 م وبعد ها مباشرة ولعب السيداسامه بن لادن دوراً بارزا ًفي تمويل تلك الجماعات وتمويل النظام الحاكم بدفع قيمة مشتريات من الاسلحةاضافة الى مبالغ توزع للمسؤولين هنا وهناك (المؤلفة قلوبهم)وبعض الاستثما رات … وعمل النظام على منح تلك الجماعات رتبا عسكرية ووظيفية في الدولة وإمدادات لوجستية وإفساح المجال واسعا امامها للحركة والانتشار كيف تشاء موظفا إياها في خدمة حساباته السياسية على الصعيد المحلي والاقليمي وربماالدولي الى حد مامن قبيل تصفية خصومة السياسيين عبر هذه الجماعات كما حدث بالنسبة لكوادروقيادات الحزب الاشتراكي اليمني بعد الوحده او من خلال تشكيل المليشيات المسلحة في بعض المناطق الحصينة في المحافظا ت الجنوبية تحديداً اضافة الى بعض مناطق شمال الشمال لامتداداتها العسكريةوالفكرية ,لم يقتصر الامر على مستوى الداخل فحسب بل اصبحت اليمن جسرعبورلهم الى البلدان الاقليمية المجاورة ومنطلقا وخلفية مثل السعودية والصومال والسودان وبعض دول الخليج بل وحتى مصر هذا بالاضافة الى الجماعات المسلحة في الشيشان وفي بعض مناطق البلقان لابل ان هذا الدور امتد الى القيام ببعض عمليات نوعية ضد المصالح الغر بية والامريكية منها على وجه الخصوص كما حدث بالنسبة للسفينة الامريكية (يو اس اس كول )والسفينة الفرنسية (ليمبرج )وكذا تفجيرات السفارات الغربية والمصالح الغربية بل والاختطافات. كان النظام عادة ما يتحجج بانه غير قادر على التصدي لهذه الجماعات وانه بحاجة الى مساعدات دولية هائلة (واهمهاالنقدية بطبيعة الحال) كل ذلك كان بمثابة توظيف ذكي وخطير في نفس الوقت من قبل النظام لهذه الجماعات لتحقيق اهدافه و مخططاته دون ان ينسب اليه وزر تلك الاعمال القذرة وانما تعلق على شماعة تلك الجماعات ولقد عالجت هذا الامر باستفاضة في ست حلقات مطولة نشرتها في صحيفة الامة ابتداء من تاريخ 23-1-2003م الى27/2/2003ولا اريد هنا ان اكرر مااشرت اليه من تفاصيل كثيره في تلك الحلقات المسهبة حيث يمكن لكل مهتم ان يعود الى الصحيفة في التواريخ المذكورة انفاً ولهذا فاني لم اخذ الامر على محمل الجد سواءًعند ما اعلنوا عن اعتقالهم او عندما اعلنوا هروبهم، ذلك لانه من خلال ما توفرلدي من معلومات فان هؤ لاء القادة لم يكونو معتقلين با المفهوم المتعارف عليه للاعتقال بل كانو اكثر من ضيوف مكرمين تتوفر لهم كل وسائل الراحة والاستمتاع با لوقت بالقراءة والكتابة ومتابعة اخبار العالم بل عادة ما يجلسون في جلسات القات مع سجانيهم وهي جلسات ودية وحوارية وهم كانوا يديرون شئون جماعاتهم بشكل متواصل ودقيق من داخل سجنهم ان جاز القول بانهم كانوا سجناء..من جهة اخرى تبدو قصة اعلان الهروب هزيلة من حيث الحبكة والاخراج ونستطيع ان نتبين من خلال ما تناقلته وسائل الاعلام ان مسألة ( النفق العظيم )الممتد مابين ديوان المقيل للمعتقلين اوالمحبوسين وحمامات النساء في المسجد المحاذي لسور الامن السياسي كان قد ابلغ عنه قبل فترة طويلة من اعلان الهروب من خلال امام المسجدواخرين وتعرض هؤلاء الطيبون المساكين لصنوف التحقيق والترويع لأنهم تدخلوا فيما لايعنيهم وقالو ان القاضي حمود الهتار جاء وكشف عن فتحة النفق في حمامات النساء وتبين له ان هذه الفتحة هي منتهى النفق وليست بدايته بدليل انه لم يعثر على مخلفات الحفر بمعنى ان حشد المعتقلين كان يحفر النفق ابتداءًمن ديوانهم الطويل العريض ثم يقومون بالتهام المخلفات حتى لايرها احد ولقد كان من ابسط البديهيات ان يتسأل اي انسان عادي عن حفرة وجدت فجأة الى اين تفضي وماهو الغرض منها ولكن شيئاًمن هذا لم يحدث لابل اكثر من ذلك ان الناس المساكين الطيبين في المسجد كثيراًما كانو يبلغون الحراسات حول المسجد والسور انهم يسمعون معاول تخبط وتحفر باستمرار وماكان جوابهم الاان قالو ان هي الااوهام تتوهمونها وخرافات لااساس لها (هكذا )ووفقا ًلمعلوماتي المحدودة في هذا الاطار فان القوم قد غادروا منذ فترة سابقة لاعلان الهروب بايام طويلة ليس هروباًوانما نقلو للاقامة في اماكن اخرى اوبالاصح اذاجاز التعبير في شقق مفروشة مريحة …… وقد يقول قائل وما هدف النظام إذن من اعتقالهم ومن تمكينهم من الهروب او تهريبهم؟! كما قلنا ان النظام يرتبط بعلاقات استرا تيجية لاتنفصم عراها وهذه الجماعات وبسبب الضغوط الشديدة التي تمارسها من قبل القوى الدولية المعنية بمكافحة الارهاب على النظام الحاكم فقد كان لابد من اعتقالهم وكان الاعتقال كما أشرت سابقا على ذاك النحواعتقال الضيوف لابل كان السجن افضل مكان لمواصلة نشاطهم التنظيمي والتواصل مع جماعتهم والاستمرار في الاستقطابات الجديده…فماذا اذن عن اطلاقهم ؟ الواقع ان النظام مقدم على استحقاق انتخابي رئاسي قادم بالغ الاهمية ويبدو ان اهتمام المجتمع الدولي بهذه الانتخابات يفوق كثيرامستوى اهتمامه بالانتخابات السابقة ولقد بدات الضغوط الشديدة والجادة تمارس على النظام بهدف ضمان قدر كاف من النزاهة والشفافية لهذه الانتخابات ومن اجل ان يصرف انظار واهتمام المجتمع الدولي عن هذه القضية الانتخابية الهامة افتعل قصة هروب القادة القاعد يين ليشغل المجتمع الدولي لمدة شهر او شهرين في قضية مفتعلةمن اساسها حتى يمرر تشكيل اللجان الانتخابية والتلاعب بجداول الناخبين تقريباً لمدة شهر او شهرين ثم سنسمع من وسائل الاعلام ان اجهزة الامن اليقظة قد تمكنت من القاء القبض مجددا على الهاربين وهذا يثبت المستوى الرفيع من الكفاءة الذي بلغته اجهزتنا الامنية الباسلة ويبدا انشغال جديد بهذه الملحمة الاسطورية ويضغط النظام عبر هذه اللعبة على من يمارسون الضغط عليه دولياً ليقدموا له التنازلات الكفيلة ببقاء حكمه لفترة قادمة …..هذا من جهة ومن جهة اخرى فان هناك توقعات جديدة تشير الى ان هناك قائمة من الشخصيات الرئيسية التي تثير قلق النظام ومخاوفه مطلوب تصفيتهابحيث تنسب تلك التصفيات الى القاعديين الهاربين او التابعين لهم بحجة التكفير والخروج عن الاسلام وغير ذلك من المبررات تماما كما حدث في قصة استشهاد القائد الوطني البارز جار الله عمر رحمه الله .. وايا كان الامر وسواء كان هذا الاحتمال او ذاك ففي كل الاحوال فان الخاسر الاول هو النظام ذاته الذي يلعب بنارسوف تحرق اصابعه قبل أي طرف اخر( فلا يحيق المكر السيئ الاباهله) وترقبوا معي بعد بضعة اسابيع حين نسمع من اجهزة الاعلام الرسمية عن العثور على الضائعة !!والسلامً.