يبدو ان اجبار الناس واكراههم على الايمان كان منذ القدم عيبا ما بعده عيب يلحق بكل من يمارسه . ومع ذلك، وبرغم كل ذلك ، فان اصحاب تلك الجماعات والحركات الارهابية المسلحة ، وقد توفرت لها الكثير من العوامل والاسباب والظروف التي مكنتها من امتلاك القوة والتاثير والنفوذ وحققت لها النمو والتوسع والانتشار ، على النحو الذي اوضحناه بشكل عام في حلقات الجزء الاول من هذه الدراسة ، وقد دفعها غرورها وقادها تفكيرها المنحرف المريض الى التسليم والالتزام باعتقادين بالغي الخطورة تحكما في حركتها واعمالها وهما : الاول : الشعور العميق بانهم في كل افعالهم واعمالهم اكثر فهما واشد حرصاواعمق غيرة على دين الله من الله نفسه سبحانه وانهم فعالون ومؤثرون اكثر منه في الدفاع عن الدين الذي كان ولايزال معرضا للضياع والتلاشي لولا ما يقومون به من جهود واعمال قتل وتدمير وسفك دماء!! الثاني : الاقتناع بمشروعية وسلامة وصحة ما يقومون به من ادعاء امتلاكهم لعلم الله وارادته ومشيئته ، والتطاول على الله سبحانه ، واحلال انفسهم محله سبحانه بسلب سلطانه واخذ ما اختص به سبحانه علما وحكما وثوابا وعقابا ، حتى جعلوا انفسهم وكانهم وكلاء مفوضون تفويضا مطلقا عن الله في كل شئ ، ولم يبقوا لله سبحانه شيئا ، تقريبا ، يقوم به في الدنيا والاخرة معا . وهذا نهج انحرافي يحدث عادة عند كل المغالين والمتطرفين تحت تاثير طبيعة عقلياتهم وتفكيرهم وانحراف الفكر الديني في مختلف مراحل التعليم الحكومي العام والمدارس والمعاهد الدينية الممولة من الحكومةاو الاهلية ، وجعلوا تلك المناهج تعج وتمتلئ بتعاليم تزرع العنف والغلو والتطرف والارهاب والكراهية وفقا وعلى اساس فكرهم المنحرف والضال وعلى نحو يتناقض مع جوهر الدين الاسلامي وتعاليمه ومبادئه الانسانية السامية، كما مكنوا من تحقيق سيطرة شبه كاملة على مساجد العبادة واستخدموا منابرها لبث ونشر دعوتهم وافكارهم الضالة ، والغريب في الامر ان احكام سيطرتهم على ادراة ومنابر المساجد في طول البلاد وعرضها تمت في غالبيتها خلال فترة الا ثني عشر عاما الاخيرة ، بشكل خاص ، من خلال قوة السلاح وبمعارك دموية راح ضحيتها عدد من ائمة المساجد وخطبائهامن الذين لايشايعون تلك الجماعات والحركات الارهابية الدموية ، وفرضوا بالقوة انصارهم بدلا عن اولئك الا ئمة والخطباء وهكذا لم تعد المساجد لله وعبادته ( وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ) كما قال الله سبحانه ، بل اصبحت مجالا لبث دعوتهم وتاثيرهم ونشاطهم الحزبي التنظيمي وتوسعه وامتداده ، اضافة الى توظيف المساجد للتحريض على خصومهم وتكفيرهم وتصفية الحساب معهم ! وتحت قوة تاثير الاعتقادان الخاطئان الخطيرين المسيطرين على عقلية وتفكير المتطرفين الارهابيين ، فانهم راحوا ، بكل جهد وهمة ونشاط ، يبحثون وينقبون في كل كتب الحديث والفقة والسير القديمة عن كل اشارة او لمحة يرونها تبرر اعمال العنف والقتل وسفك الدماء والحرب والدمار والتخريب والقمع والارهاب التى يؤمنون بها ونسبوها الى الله سبحانه واعتبروها اوامر واحكاما وحدودا فرضها الله واوجب القيام بها، والتمسوا من اجل تحقيق غايتهم هذه احاديث منسوبة لرسول الله عليه افضل الصلاة والسلام رغم وضعها وضعفها واخذوا بتعاليم يهودية والاسرائيليات التى تسربت الى كتب الاحاديث والفقه والسيرة ، رغم ان الله سبحانه لم ينزل بها سلطانا ولم ترد من قريب او بعيد في كتاب الله المجيد القران الكريم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه بل انها تتصادم وتتناقض بشكل واضح وصارخ مع احكامه وتعاليمه وجوهره ، وجعلوا هذا القران مهجورا وراء ظهورهم ، وكذبوا على الله جل جلاله وافتروا عليه احكاما وعقوبات وحدودا لم يضعها الله .. فقالوا واكدوا بكل قوة ان الله سبحانه فرض حد القتل على كل من يرتد عن دينه ، والله في كتابه العزيز ذكر المرتد والمرتدين عن دينهم ثلاث مرات تقريبا ولم يضع أي حد او عقوبة دنيوية بل توعدهم باشد العذاب وبالجحيم في الاخرة وقالوا واكدوا بكل قوة وحماس ان الله جل جلاله وضع او فرض حد اوعقوبة الرجم حتى الموت على الزاني و الزانية المحصنين ، في حين ذكر الله في كتابه العزيز ووضح وفصل بشكل مسهب ودقيق حد وعقوبة الزانية والزاني با لجلد مائة جلده بالشروط والتفاصيل بالغة التطويل ، واذا ماحاججتهم بهذ ا ردوا بان اية الرجم نسخت لفظا وبقيت حكما ، وذهبوا الى ابعد من ذلك في الضلال فذ كروا نص الاية المنسوخة ( الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة ) او هو نص لايتوافق ولايقترب مطلقا مع دقة وبلاغة وسمواللغة القرانية لينسخها وياتي باحسن منها . وقالوا ايضا ان الله جل جلاله قد اوجب على المؤمنبن وفرض عليهم قتال الكفار والمشركين والمنافقين من اتباع المعتقدات الاخرى رغم ورود عشرات الايات الواضحة والقاطعة التي تنهي المؤمنين عن الاعتداء والعدوان وعن وجوب التزام الدعوة الى الله با لحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن ، و( ان الله لاينهاكم عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ) . والنهي عن العدوان ( ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين )، وعن وجوب الجنوح للسلام اذا جنح الاخرون لها وكثير غيرها من الايات التي يقول الارهابيون : انها جميعا نسخت بما اسموها ( اية السيف ) رغم ان القران الكريم لم يذكر اي كلمه باسم ( السيف ) في كل القران وراحويؤججون نار الفتنة والعداوة بين الابن وابيه واقاربه وحرضوا الابناء على التبرؤ عن والديهم بل وقتلهم ، اذ هم لم يوافقوا او يوالوا هؤلاء الارهابين المتطرفين في فهمهم المنحرف ، بحجة او غير ما اسموه مبدا ( الولاء والبراء ) والله سبحانه وتعالى حث وفرض واوجب على ضرورة الطاعة والإحسان والبر بالوالدين حتى ان هما جاهدا اولادهم على الإشراك با لله وهو اكبر انواع الكفر فقد طلب الله من الاولاد عدم اطاعتهما ولكنه مع ذلك الزمهم باستمرار مصاحبتهما ومعاملتهما بالمعروف والاخطر والادهى من ذلك انك ان جادلتهم وحاججتهم بايات بينات قاطعات ويقينيات الثبوت والدلالة من كتاب الله الكريم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه والذي وصفه الله تعالى بقوله ( ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ) ردوا عليك باحديث منسوبة الى رسولنا الاعظم عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم وبعضها من تلك التي اعتبرها بعض الأئمة والفقهاءالاقدمين اما ضعيفة او موضوعة أي منسوبة كذبا وزورا للرسول صلى الله عليه واله وسلم وان انت اوضحت لهم بان كثيرا من العلماء والمفكرين بينوا تناقض تلك الاحاديث ومعارضتها الصريحة لايات ونصوص واحكام ((القران الكريم )) ، كتاب الله العزيز ردوا عليك بان كل الاحاديث الواردة في الصحيحين ، وخاصة صحيح البخاري ،نزل بها الروح الامين وحيا من الله سبحانه على رسوله الكريم تماما كالقران ويجب لزوما التسليم والايمان بها والا كان منكرها كافرا، وليتهم وقفوا عند هذا الحد بل اعتبروا مرويات منسوبة الى بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبعض التابعين وتابعي التابعين نصوصا مقدسة ينبغي الايمان بها والتعبد بما ورد فيها !! وتجادلهم وتحاججهم بان هذا الفهم لايستقيم مع مبدا افراد العبادة لله وحده لاشريك له ، وتسالهم سؤالا صادقا وجادا هل تجدون اوتشعرون ان كتاب الله القران الكريم اعتراه قصور او نقص او انه غير كامل ،بحيث يدفعكم هذا الشعور الى البحث هنا او هناك والتماس اراء وافكار ومقولات من مختلف المصادر كي تكملوا بها النقص الذي تتوهمونه وتغطون بها ما تتخيلونه من قصور في كتاب الله الكريم؟ ام انكم في حقيقة الأمر لازلتم خاضعين لاسر ومقتضيات عقلية الشرك القديمة من حيث ادركتم ذلك ام جهلتم ؟ والواقع ان الحال الراهن قد بلغ حدا بالغ الخطورة ينذر بنشوء تيار انحرافي جديد يفضي الى تحول وتراجع واضح وصريح عن طريق او منهج الايمان الديني الصحيح كما وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم .. فلقد ذهلت وصعقت حقا ذات يوم ، قبل عدة شهور مضت عندما دخلت احد المساجد الصغيرة في مدينة تعز لاداء صلاة الجمعة ، حيث صعد خطيب وامام المسجد على المنبر وبدا بالقاء خطبتي الجمعة ، فاذا به ، وفي فحوى حديثه، يطلب من المصلين ويحثهم بحماس شديد على ان لايكثروامن قراءة القران الكريم وحفظه لانه كما قال ، متشابه وحمال اوجه ، وان عليهم بدلا عن ذلك ان يهتموا ويركزوا ويواظبوا على قراءة ودراسة الاحاديث المنسوبة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وحفظها والعمل بمقتضاها لانها دقيقة ومضبوطة وليست متشابهة ولا هي حمالة اوجة ! مرشدا اياهم الى صحيحي البخاري ومسلم والاولوية للاول ، وقد اتضح لي فيما بعد ان ذلك الخطيب محسوب على حركات وجماعات سلفية مغرقة في سلفيتها وغلوها وتطرفها والى ذلك فان مستوى علمه وثقافته الدينية والعامة يبدو واضحا انه ضعيف ودون المتوسط ! ان مثل هذا الطرح المعوج يرسم امام اعينا مؤشرا بالغ الخطورة يوضح بجلاء ان منظري وقادة تلك الجماعات والحركات المنغلقة والمتطرفة والمتعصبة ، وقد اصبح وضحا امامهم ، بما لايدع مجالا للشك ان القران الكريم كتاب الله الخالد لم يعطهم ولم يجدوا في اياته ونصوصه وتعاليمه مايدعم ويبرر او يسوغ شرعا نزعاتهم الشريرة واعمالهم الاجرامية الدموية في القتل والتخريب والتدمير وسفك دماء البشر وتكفيرهم وتفسيقهم وارهابهم ، ولهذا اتجهوا بكل جهودهم وامكانيا تهم وقدراتهم صوب العمل على بناء وتشكيل وبلورة وطرح تيار ونهج او نسق نظري فكري منحرف وضال يتاصل ويستند على ركيزتين اساسيتين تكسبان نهجهم وتيارهم قدرا من المشروعية الدينية كما يعتقدون ، والركيزتان هما : الاولى : تقضي بالعمل على جعل القران الكريم وزحزحته الى الوراء ليحتل مرتبة ثانوية في سلم الاسانيد والمصادر المعتمد عليها في التاصيل لمشروعية البناء النظري الفكري السياسي البرنامجي لتيارهم المتخلف والمتطرف وذلك من خلال ترسيخ ونشر مفاهيم مغلوطة ومحرفة حول القران الكريم وطبيعته العمومية غير المحددة ، من وجهة نظرهم ، وانه أي القران بدون السنة والاحاديث المنسوبة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم في الصحيحين ، وما روي عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين واراء واجتهادات بعض ائمة وفقهاء المذهب الفقهية المختارة بعناية ، لايعني شيئا ، لان هذه الاخيرة تعطيه في عموميته الغامضة تفصيلا وتفسيراوبعدا تنفيذيامن خلال وسائل وادوات عملية تطبيقية لالبس فيها ولاغموض ، خاصة في ظل تاكيدهم المستميت على اعتبارالقران الكريم( حمال اوجه ) ومتشابه ، منطلقين في فهمهم العقيم لمعنى ومدلول المتشابه بكونه يؤكد التناقض والتباين والتعدد في الاحكام والتعاليم والنصوص ، ولم يدركوا او يستوعبوا ، او انهم تعمدوا ذلك المفهوم والمعنى المغاير للمقصود بالمتشابه والذي بينه واوضحه الله سبحانه في كتابه العزيز اذ قا ل عز من قائل كريم : ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوالالباب ) ، ال عمران 7: وقال تعالى ( ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون الا تاويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وظل عنهم ما كانوا يفترون ) الاعراف 53-52 وقال سبحانه : ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما ياتيهم تاويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كانت عاقبة الظا لمين ) يونس 39, وقال جل جلاله : ( ولتعلمن نباه بعد حين )الزمر 88 : والحقيقة ان منظري وقادة ذلك التيار المنحرف يعلمون – دون شك – كل تلك الحقائق التي ذكرناها ولكنهم مصممون على تشويه وتزييف الوعي الديني الصحيح لخلق قناعة بين قطاع من المسلمين بوجوب جعل تلك المصادر الثانوية والمحرفة حاكمة ومهيمنةعلى القران الكريم ، وليس العكس كما تقضي القاعدة التي اتفق حولها جمهور المسلمين قديما وحديثا بان يكون القران حاكما ومهيمنا وحكما على كل ما دونه من مصادر واسانيد ، ومن هذا المنطلق جاءت القاعدة الفقهية المجمع حولها والقائلة : ( بان السنة مبينة وليست منشئة ) بمعنى موضحة لاحكام ونصوص وتعاليم القران الكريم ولكنها لا توجد ولا تنشئ احكاما وتعاليم غير ما ورد في كتاب الله تعالى . الثانية : وهي ركيزة تقضي بجعل منهجهم الفكري النظري السياسي يستند على احكام وتعاليم ورؤى مستقاة من تلك المصادر الثانوية التى انتقوها باعتبارها حاكمة ومهيمنة ومسيطرة على القران ومتغلبة عليه ، وذلك بهدف تهيئة المناخات والاجواء المناسبة لايجاد شعور وقناعة عامة لدى قطاعات من عامة المسلمين بانهم يعبرون عن الاسلام وبالتالي يضمنون اضفاء ( شريعة دينية اسلامية ) على وجودهم وحركتهم واعمالهم ولا يجابهون بشكوك واتهامات تصفهم بالخارجين عن الدين ، وهاتان الركيزتان المعتمد عليهما في صياغة مشروع ونهج تلك الجماعات والحركات المتطرفة والدموية وتوفير مبررات ودعاوي شريعتهم الدينية انما تم لجوئهم اليها واعتمادهما ، لان منظريهم وجدوا المجال والابواب موصدة تماما في وجوههم ولم يتمكنوا من ايجاد او العثور على اية اسس واسانيد ومبررات شرعية في نصوص واحكام كتاب الله (القران الكريم ) تعطيهم الحق والمشروعية في القتل والقتال والتخريب والتدمير والارهاب وسفك الدماء والعدوان وغير ذلك من النزعات العدوانية الاجرامية . وفي سبيل التدليل على ذلك نقتصرعلى الامثلة التالية : ** انهم يريدون قتل وتصفية خصومهم ومخالفيهم في الراي والمنافسين لهم في المصالح الدنيوية من المسلمين انفسهم ، والقران الكريم يحرم عليهم ذلك تحريماقاطعا حاسما قال تعالى ( وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ) النساء : 92-93 وقال تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس اوفساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ) . لكنهم يجدون في المصادر الثانوية التي يريدون تحكيمها وسيطرتها على القران الكريم الكثير والكثير مما يبرر لهم القتل وسفك الدماء وترويع خلق الله في الارض مثل (من شق عصا الجماعة فاقتلوه ) وايضا ( من يرتد عن دينه فاقتلوه ) . يقول الله تعالى : ( قال ياقوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي واتاني رحمة من عنده فعميت عليكم، انلزمكموها وانتم لها كارهون ) ان الهدى الذي اتاه الله لنبيه وكلفه بابلاغه لقومه وهو على يقين تام وايمان مطلق بصحته ، لكن قومه او اكثرهم لم يتبين لهم ولم يتمكنوا من ادراكه ومعرفته .. افكان من حق النبي ان يلزمهم باتباعه وهم كارهون له ؟؟ ويقول سبحانه وتعالى : ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا اولتعودن في ملتنا ، قال اولو كنا كارهين ) ويبدو ان اجبار الناس واكراههم على الإ يمان كان منذ القدم عيبا ما بعده عيب يلحق بكل من يمارسه .
رؤية لأسباب ودوافع وجذورالإرهاب الجزء الثاني :الجانب الديني والفكري الحلقة 5
يبدو ان اجبار الناس واكراههم على الايمان كان منذ القدم عيبا ما بعده عيب يلحق بكل من يمارسه . ومع ذلك، وبرغم كل ذلك ، فان اصحاب تلك الجماعات والحركات الارهابية المسلحة ، وقد توفرت لها الكثير من العوامل والاسباب والظروف التي مكنتها من امتلاك القوة والتاثير والنفوذ وحققت لها النمو والتوسع والانتشار ، على النحو الذي اوضحناه بشكل عام في حلقات الجزء الاول من هذه الدراسة ، وقد دفعها غرورها وقادها تفكيرها المنحرف المريض الى التسليم والالتزام باعتقادين بالغي الخطورة تحكما في حركتها واعمالها وهما : الاول : الشعور العميق بانهم في كل افعالهم واعمالهم اكثر فهما واشد حرصاواعمق غيرة على دين الله من الله نفسه سبحانه وانهم فعالون ومؤثرون اكثر منه في الدفاع عن الدين الذي كان ولايزال معرضا للضياع والتلاشي لولا ما يقومون به من جهود واعمال قتل وتدمير وسفك دماء!! الثاني : الاقتناع بمشروعية وسلامة وصحة ما يقومون به من ادعاء امتلاكهم لعلم الله وارادته ومشيئته ، والتطاول على الله سبحانه ، واحلال انفسهم محله سبحانه بسلب سلطانه واخذ ما اختص به سبحانه علما وحكما وثوابا وعقابا ، حتى جعلوا انفسهم وكانهم وكلاء مفوضون تفويضا مطلقا عن الله في كل شئ ، ولم يبقوا لله سبحانه شيئا ، تقريبا ، يقوم به في الدنيا والاخرة معا . وهذا نهج انحرافي يحدث عادة عند كل المغالين والمتطرفين تحت تاثير طبيعة عقلياتهم وتفكيرهم وانحراف الفكر الديني في مختلف مراحل التعليم الحكومي العام والمدارس والمعاهد الدينية الممولة من الحكومةاو الاهلية ، وجعلوا تلك المناهج تعج وتمتلئ بتعاليم تزرع العنف والغلو والتطرف والارهاب والكراهية وفقا وعلى اساس فكرهم المنحرف والضال وعلى نحو يتناقض مع جوهر الدين الاسلامي وتعاليمه ومبادئه الانسانية السامية، كما مكنوا من تحقيق سيطرة شبه كاملة على مساجد العبادة واستخدموا منابرها لبث ونشر دعوتهم وافكارهم الضالة ، والغريب في الامر ان احكام سيطرتهم على ادراة ومنابر المساجد في طول البلاد وعرضها تمت في غالبيتها خلال فترة الا ثني عشر عاما الاخيرة ، بشكل خاص ، من خلال قوة السلاح وبمعارك دموية راح ضحيتها عدد من ائمة المساجد وخطبائهامن الذين لايشايعون تلك الجماعات والحركات الارهابية الدموية ، وفرضوا بالقوة انصارهم بدلا عن اولئك الا ئمة والخطباء وهكذا لم تعد المساجد لله وعبادته ( وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ) كما قال الله سبحانه ، بل اصبحت مجالا لبث دعوتهم وتاثيرهم ونشاطهم الحزبي التنظيمي وتوسعه وامتداده ، اضافة الى توظيف المساجد للتحريض على خصومهم وتكفيرهم وتصفية الحساب معهم ! وتحت قوة تاثير الاعتقادان الخاطئان الخطيرين المسيطرين على عقلية وتفكير المتطرفين الارهابيين ، فانهم راحوا ، بكل جهد وهمة ونشاط ، يبحثون وينقبون في كل كتب الحديث والفقة والسير القديمة عن كل اشارة او لمحة يرونها تبرر اعمال العنف والقتل وسفك الدماء والحرب والدمار والتخريب والقمع والارهاب التى يؤمنون بها ونسبوها الى الله سبحانه واعتبروها اوامر واحكاما وحدودا فرضها الله واوجب القيام بها، والتمسوا من اجل تحقيق غايتهم هذه احاديث منسوبة لرسول الله عليه افضل الصلاة والسلام رغم وضعها وضعفها واخذوا بتعاليم يهودية والاسرائيليات التى تسربت الى كتب الاحاديث والفقه والسيرة ، رغم ان الله سبحانه لم ينزل بها سلطانا ولم ترد من قريب او بعيد في كتاب الله المجيد القران الكريم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه بل انها تتصادم وتتناقض بشكل واضح وصارخ مع احكامه وتعاليمه وجوهره ، وجعلوا هذا القران مهجورا وراء ظهورهم ، وكذبوا على الله جل جلاله وافتروا عليه احكاما وعقوبات وحدودا لم يضعها الله .. فقالوا واكدوا بكل قوة ان الله سبحانه فرض حد القتل على كل من يرتد عن دينه ، والله في كتابه العزيز ذكر المرتد والمرتدين عن دينهم ثلاث مرات تقريبا ولم يضع أي حد او عقوبة دنيوية بل توعدهم باشد العذاب وبالجحيم في الاخرة وقالوا واكدوا بكل قوة وحماس ان الله جل جلاله وضع او فرض حد اوعقوبة الرجم حتى الموت على الزاني و الزانية المحصنين ، في حين ذكر الله في كتابه العزيز ووضح وفصل بشكل مسهب ودقيق حد وعقوبة الزانية والزاني با لجلد مائة جلده بالشروط والتفاصيل بالغة التطويل ، واذا ماحاججتهم بهذ ا ردوا بان اية الرجم نسخت لفظا وبقيت حكما ، وذهبوا الى ابعد من ذلك في الضلال فذ كروا نص الاية المنسوخة ( الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة ) او هو نص لايتوافق ولايقترب مطلقا مع دقة وبلاغة وسمواللغة القرانية لينسخها وياتي باحسن منها . وقالوا ايضا ان الله جل جلاله قد اوجب على المؤمنبن وفرض عليهم قتال الكفار والمشركين والمنافقين من اتباع المعتقدات الاخرى رغم ورود عشرات الايات الواضحة والقاطعة التي تنهي المؤمنين عن الاعتداء والعدوان وعن وجوب التزام الدعوة الى الله با لحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن ، و( ان الله لاينهاكم عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ) . والنهي عن العدوان ( ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين )، وعن وجوب الجنوح للسلام اذا جنح الاخرون لها وكثير غيرها من الايات التي يقول الارهابيون : انها جميعا نسخت بما اسموها ( اية السيف ) رغم ان القران الكريم لم يذكر اي كلمه باسم ( السيف ) في كل القران وراحويؤججون نار الفتنة والعداوة بين الابن وابيه واقاربه وحرضوا الابناء على التبرؤ عن والديهم بل وقتلهم ، اذ هم لم يوافقوا او يوالوا هؤلاء الارهابين المتطرفين في فهمهم المنحرف ، بحجة او غير ما اسموه مبدا ( الولاء والبراء ) والله سبحانه وتعالى حث وفرض واوجب على ضرورة الطاعة والإحسان والبر بالوالدين حتى ان هما جاهدا اولادهم على الإشراك با لله وهو اكبر انواع الكفر فقد طلب الله من الاولاد عدم اطاعتهما ولكنه مع ذلك الزمهم باستمرار مصاحبتهما ومعاملتهما بالمعروف والاخطر والادهى من ذلك انك ان جادلتهم وحاججتهم بايات بينات قاطعات ويقينيات الثبوت والدلالة من كتاب الله الكريم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه والذي وصفه الله تعالى بقوله ( ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ) ردوا عليك باحديث منسوبة الى رسولنا الاعظم عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم وبعضها من تلك التي اعتبرها بعض الأئمة والفقهاءالاقدمين اما ضعيفة او موضوعة أي منسوبة كذبا وزورا للرسول صلى الله عليه واله وسلم وان انت اوضحت لهم بان كثيرا من العلماء والمفكرين بينوا تناقض تلك الاحاديث ومعارضتها الصريحة لايات ونصوص واحكام ((القران الكريم )) ، كتاب الله العزيز ردوا عليك بان كل الاحاديث الواردة في الصحيحين ، وخاصة صحيح البخاري ،نزل بها الروح الامين وحيا من الله سبحانه على رسوله الكريم تماما كالقران ويجب لزوما التسليم والايمان بها والا كان منكرها كافرا، وليتهم وقفوا عند هذا الحد بل اعتبروا مرويات منسوبة الى بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبعض التابعين وتابعي التابعين نصوصا مقدسة ينبغي الايمان بها والتعبد بما ورد فيها !! وتجادلهم وتحاججهم بان هذا الفهم لايستقيم مع مبدا افراد العبادة لله وحده لاشريك له ، وتسالهم سؤالا صادقا وجادا هل تجدون اوتشعرون ان كتاب الله القران الكريم اعتراه قصور او نقص او انه غير كامل ،بحيث يدفعكم هذا الشعور الى البحث هنا او هناك والتماس اراء وافكار ومقولات من مختلف المصادر كي تكملوا بها النقص الذي تتوهمونه وتغطون بها ما تتخيلونه من قصور في كتاب الله الكريم؟ ام انكم في حقيقة الأمر لازلتم خاضعين لاسر ومقتضيات عقلية الشرك القديمة من حيث ادركتم ذلك ام جهلتم ؟ والواقع ان الحال الراهن قد بلغ حدا بالغ الخطورة ينذر بنشوء تيار انحرافي جديد يفضي الى تحول وتراجع واضح وصريح عن طريق او منهج الايمان الديني الصحيح كما وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم .. فلقد ذهلت وصعقت حقا ذات يوم ، قبل عدة شهور مضت عندما دخلت احد المساجد الصغيرة في مدينة تعز لاداء صلاة الجمعة ، حيث صعد خطيب وامام المسجد على المنبر وبدا بالقاء خطبتي الجمعة ، فاذا به ، وفي فحوى حديثه، يطلب من المصلين ويحثهم بحماس شديد على ان لايكثروامن قراءة القران الكريم وحفظه لانه كما قال ، متشابه وحمال اوجه ، وان عليهم بدلا عن ذلك ان يهتموا ويركزوا ويواظبوا على قراءة ودراسة الاحاديث المنسوبة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وحفظها والعمل بمقتضاها لانها دقيقة ومضبوطة وليست متشابهة ولا هي حمالة اوجة ! مرشدا اياهم الى صحيحي البخاري ومسلم والاولوية للاول ، وقد اتضح لي فيما بعد ان ذلك الخطيب محسوب على حركات وجماعات سلفية مغرقة في سلفيتها وغلوها وتطرفها والى ذلك فان مستوى علمه وثقافته الدينية والعامة يبدو واضحا انه ضعيف ودون المتوسط ! ان مثل هذا الطرح المعوج يرسم امام اعينا مؤشرا بالغ الخطورة يوضح بجلاء ان منظري وقادة تلك الجماعات والحركات المنغلقة والمتطرفة والمتعصبة ، وقد اصبح وضحا امامهم ، بما لايدع مجالا للشك ان القران الكريم كتاب الله الخالد لم يعطهم ولم يجدوا في اياته ونصوصه وتعاليمه مايدعم ويبرر او يسوغ شرعا نزعاتهم الشريرة واعمالهم الاجرامية الدموية في القتل والتخريب والتدمير وسفك دماء البشر وتكفيرهم وتفسيقهم وارهابهم ، ولهذا اتجهوا بكل جهودهم وامكانيا تهم وقدراتهم صوب العمل على بناء وتشكيل وبلورة وطرح تيار ونهج او نسق نظري فكري منحرف وضال يتاصل ويستند على ركيزتين اساسيتين تكسبان نهجهم وتيارهم قدرا من المشروعية الدينية كما يعتقدون ، والركيزتان هما : الاولى : تقضي بالعمل على جعل القران الكريم وزحزحته الى الوراء ليحتل مرتبة ثانوية في سلم الاسانيد والمصادر المعتمد عليها في التاصيل لمشروعية البناء النظري الفكري السياسي البرنامجي لتيارهم المتخلف والمتطرف وذلك من خلال ترسيخ ونشر مفاهيم مغلوطة ومحرفة حول القران الكريم وطبيعته العمومية غير المحددة ، من وجهة نظرهم ، وانه أي القران بدون السنة والاحاديث المنسوبة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم في الصحيحين ، وما روي عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين واراء واجتهادات بعض ائمة وفقهاء المذهب الفقهية المختارة بعناية ، لايعني شيئا ، لان هذه الاخيرة تعطيه في عموميته الغامضة تفصيلا وتفسيراوبعدا تنفيذيامن خلال وسائل وادوات عملية تطبيقية لالبس فيها ولاغموض ، خاصة في ظل تاكيدهم المستميت على اعتبارالقران الكريم( حمال اوجه ) ومتشابه ، منطلقين في فهمهم العقيم لمعنى ومدلول المتشابه بكونه يؤكد التناقض والتباين والتعدد في الاحكام والتعاليم والنصوص ، ولم يدركوا او يستوعبوا ، او انهم تعمدوا ذلك المفهوم والمعنى المغاير للمقصود بالمتشابه والذي بينه واوضحه الله سبحانه في كتابه العزيز اذ قا ل عز من قائل كريم : ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوالالباب ) ، ال عمران 7: وقال تعالى ( ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون الا تاويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وظل عنهم ما كانوا يفترون ) الاعراف 53-52 وقال سبحانه : ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما ياتيهم تاويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كانت عاقبة الظا لمين ) يونس 39, وقال جل جلاله : ( ولتعلمن نباه بعد حين )الزمر 88 : والحقيقة ان منظري وقادة ذلك التيار المنحرف يعلمون – دون شك – كل تلك الحقائق التي ذكرناها ولكنهم مصممون على تشويه وتزييف الوعي الديني الصحيح لخلق قناعة بين قطاع من المسلمين بوجوب جعل تلك المصادر الثانوية والمحرفة حاكمة ومهيمنةعلى القران الكريم ، وليس العكس كما تقضي القاعدة التي اتفق حولها جمهور المسلمين قديما وحديثا بان يكون القران حاكما ومهيمنا وحكما على كل ما دونه من مصادر واسانيد ، ومن هذا المنطلق جاءت القاعدة الفقهية المجمع حولها والقائلة : ( بان السنة مبينة وليست منشئة ) بمعنى موضحة لاحكام ونصوص وتعاليم القران الكريم ولكنها لا توجد ولا تنشئ احكاما وتعاليم غير ما ورد في كتاب الله تعالى . الثانية : وهي ركيزة تقضي بجعل منهجهم الفكري النظري السياسي يستند على احكام وتعاليم ورؤى مستقاة من تلك المصادر الثانوية التى انتقوها باعتبارها حاكمة ومهيمنة ومسيطرة على القران ومتغلبة عليه ، وذلك بهدف تهيئة المناخات والاجواء المناسبة لايجاد شعور وقناعة عامة لدى قطاعات من عامة المسلمين بانهم يعبرون عن الاسلام وبالتالي يضمنون اضفاء ( شريعة دينية اسلامية ) على وجودهم وحركتهم واعمالهم ولا يجابهون بشكوك واتهامات تصفهم بالخارجين عن الدين ، وهاتان الركيزتان المعتمد عليهما في صياغة مشروع ونهج تلك الجماعات والحركات المتطرفة والدموية وتوفير مبررات ودعاوي شريعتهم الدينية انما تم لجوئهم اليها واعتمادهما ، لان منظريهم وجدوا المجال والابواب موصدة تماما في وجوههم ولم يتمكنوا من ايجاد او العثور على اية اسس واسانيد ومبررات شرعية في نصوص واحكام كتاب الله (القران الكريم ) تعطيهم الحق والمشروعية في القتل والقتال والتخريب والتدمير والارهاب وسفك الدماء والعدوان وغير ذلك من النزعات العدوانية الاجرامية . وفي سبيل التدليل على ذلك نقتصرعلى الامثلة التالية : ** انهم يريدون قتل وتصفية خصومهم ومخالفيهم في الراي والمنافسين لهم في المصالح الدنيوية من المسلمين انفسهم ، والقران الكريم يحرم عليهم ذلك تحريماقاطعا حاسما قال تعالى ( وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ) النساء : 92-93 وقال تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس اوفساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ) . لكنهم يجدون في المصادر الثانوية التي يريدون تحكيمها وسيطرتها على القران الكريم الكثير والكثير مما يبرر لهم القتل وسفك الدماء وترويع خلق الله في الارض مثل (من شق عصا الجماعة فاقتلوه ) وايضا ( من يرتد عن دينه فاقتلوه ) . يقول الله تعالى : ( قال ياقوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي واتاني رحمة من عنده فعميت عليكم، انلزمكموها وانتم لها كارهون ) ان الهدى الذي اتاه الله لنبيه وكلفه بابلاغه لقومه وهو على يقين تام وايمان مطلق بصحته ، لكن قومه او اكثرهم لم يتبين لهم ولم يتمكنوا من ادراكه ومعرفته .. افكان من حق النبي ان يلزمهم باتباعه وهم كارهون له ؟؟ ويقول سبحانه وتعالى : ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا اولتعودن في ملتنا ، قال اولو كنا كارهين ) ويبدو ان اجبار الناس واكراههم على الإ يمان كان منذ القدم عيبا ما بعده عيب يلحق بكل من يمارسه .