حوار خاص مع الحوزة س )الحوزة:برایکم أي جهة خلف الأزمات القائمة في البلاد الإسلامية هل هي ترتبط بخلافات بين التيا رات الاسلاميةوفرق اسلامية مثل الشيعة و السنة کمایقول البعض أو مؤامرة غربیة؟ تاريخيا كانت القوى الاستعمارية القديمة سبب تدمير مقومات وحدة البلاد الاسلامية والحيلولة دون تقدمها ونهضتها،ساعدها في ذلك مراحل التخلف والانحطاط في العالم الاسلامي وبث عوامل الفرقة والانقسام والصراعات البينية وغياب المشروع الحضاري الاسلامي الجامع بسبب استفحال حالة الانقسام والتصارع مذهبية او طائفية او عرقية هيأ لانتشارها غياب المشروع التوحيدي الجامع الذي يستوعب التنوع والتعدد ويوظفه لصالح الوحدة والنهوض نظرا للافتقاد الى القيادة والمرجعية المؤهلة والممتلكة لشروط القيادة التاريخية التي تستطيع ان تجمع شتات الامة وتضع حدا لعوامل الفرقة والشتات وتنهض بالامة من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها من جوانب النهوض الحضاري. س )لماذا لانشاهد الوحدة بین المسلمین حول النبي الاکرم( ص ) تجاه اعداء الاسلام؟ وماهي المعرقلات في مسار تحقیق الوحدة بین المسلمین؟ وحدة الامم لاتتحقق لمجرد التمني ولكنها تحتاج الى جهاد فكري وسياسي شامل يصحح ما اعوج من مسيرتها وانحرف من عقائدها وتراكم من عوامل الوهن والضعف فيها،ثم الانطلاق على ضؤ مشروع متكامل وواضح لبناء وحدتها ونهضتها وقوتها ومنعتها،وقد اشرت آنفا الى بعض من المعرقلات والكوابح لمسار تحقيق الوحدة منها الخارجي ومنها الذاتي، لكن اهمها في اعتقادي الحملات المدروسة والمنظمة التي عملت على اثارة المتناقضات الداخلية في الامة وتاجيج نار الفتن والصراعات الطائفية والدينية والعرقية …..الخ وتحويلها الى متنافضات رئيسية في حين انها في الحقيقة ثانوية ،جاء ذلك في ظل كما قلت غياب او تغييب القيادة الثورية صاحبة المشروع النهضوي الشامل القادر على توظيف التنوع والتعدد لا باعتباره تناقضات رئيسية بل باعتباره من اسباب ثراء وخصوبة وحيوية الامة وليس معاول هدم لها،اقصد جعل تلك المتناقضات الثانوية الطبيعية والصحية تأخذ مكانها ودورها في بناء وتقدم ومنعة ونهوض امتها وليس بالتنافر معها. س )بالنسبة للقضیةالفلسطینیة هل هي اولویه للعالم و الدول الاسلامیة في الظروف الراهنة او مسألة لمتاجرة بعض الزعماء؟ ماهي أسباب هرولة بعض الأنظمة العربية لتطبيع العلاقات مع الصهاينة ؟ القضية الفلسطينية هي اكبر مظلمة تعرض لها شعب في التاريخ،اقتلع واجتث من وطنه بتآمر وجبروت امبراطوريات الاستعمار الاوروبي القديم الذي جثم احتلاله على عالمنا الاسلامي طويلا،واستبدل للاستيطان في وطنه وكبديل عنه لفيف من اجناس شتى تم تجميعها من اصقاع الارض على حساب صاحب الارض الاصيل، بدعاوى اساطير لم تثبت صحتها لا في التنقيبات الاثرية ولا في سجلات التاريخ يوما بشهادة علمائهم ذوي التخصصات في هذا الشأن،ولقد لعبت بعض انظمة الحكم العربية انذاك والتي كانت بلدانها لاتزال تحت السيطرة الاستعمارية المباشرة او غير المباشرة لسلطات الاحتلال الاوروبي انذاك، دورا في ضياع فلسطين عبر تماهيها بل وتبعيتها للسلطات الاستعمارية التي اعطت من غير حق لها لمن لايستحق وطن الفلسطينيين لليهود! وما نشاهده اليوم من سقوط الاقنعة عن حكام بعض الدول العربية وانكشاف ماحرصت عقودا على مواراته وتسابقها لذبح قضية الشعب الفلسطيني المظلوم وتقديمه قربانا لالهة الغدر والخيانة عربون ارتباط وموالاة للصهيونية انما يؤكد صحة ماذهبنا اليه، والسبب لهذه الهرولة من قبل حكاما”عرب “نحو ماسمي بالتطبيع مع كيان صهيوني غاصب،ان هذه الانظمة اساسا هي صنيعة قوى الاستعمار العالمي القديم تماما مثل ماكان الكيان الصهيوني صنيعة لذات القوى الاستعمارية، واذا فان الموجه لها حميعا والآمر لها هو نفس القوى الاستعمارية سواء القديمة او الجديدة الوارثة لها،اقصد امريكا. س )هل علماء الاسلام یؤدون دورهم في توعیة الشعوب الاسلامیة تجاه المؤامرات بشکل کامل أو نشاهد بعضهم ینشطون کأبواق للاعداء و یبررون جرائمهم؟ منذ مابعد فجر الاسلام كان هناك تنافر بين الحكام والعلماء،الحكام يريدون علماء يزينون لهم سؤ اعمالهم ويشرعنونها باسم الدين ومن هنا وجد علماء للاسف اغلبية منهم تحولوا الى من يشترون بآيات الله ثمنا قليلا وربطوا انفسهم بالتبعية لا لدين الله الحق بل كجلاوزة للحكام ينفذون لهم ويفتون ويسوغون اعمالا للحكام تتعارض تماما مع دين الله وتعاليمةالعظيمة،منذ ذلك الحين بدأت مسيرة التحريف والتجديف في دين الله فاكثروا الروايات ونسبوها زورا وبهتانا للرسول رغم مايظهر فيها للعيان من تناقضات بينها وبين كتاب الله العزيز ، واكثر من ذلك التناقض بين بعضها بعضا، فحاولوا ايجاد مايمكن تسميته بالدين الموازي لدين الله والمناقض له في حين لم يستطيعوا تحريف كتاب الله لان الله حافظه، اتجهوا الى خلق دين موازٍ من روايات نسبوها للرسول وبعضها مسئ جدا لشخص الرسول الاكرم واخلاقة واستقامته كما وصفه ربه”وانك لعلى خلق عظيم” واضافوا فقارا ان هذه الروايات وحي من الله منزل!! ثم شيئا فشيئا جعلوا كتاب الله وراء ظهورهم وجعلوه منسيا واعتمدوا الدين الذي صنعوه موازيا بل بديلا لدين الله، والحقيقة ان العلماء، الا قليلا ممن رحم ربي،نخروا دين الله كما تنخر السوسة الخبة من داخلها، وتسببوا في الصراعات والمذابح وسفك الدماء بين المسلمين طوال التاريخ الاسلامي وزرعوا بذور الفتن والصراعات بينهم وتمادوا في تكفير المسلمين ليبرروا ذبحهم وسفك دمائهم، وجعلوا من الحكام الذين ينعمون عليهم بالاموال، الهة في الارض تعبد، وما من سبيل للخروج من هذه الدوامة العاصفة والهلكة الا بتنقية ما علق بديننا من زيف وحكايات وخزعبلات وتحريفات ما انزل الله بها من سلطان،اهتداء وبنور من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والامر لله وحده من قبل ومن بعده الذي اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون واملنا ورجاؤنا في الله عظيمان. س )هل ظهور المنجي الموعود کما أعلن في أدیان مختلفة یمکن أن ینهي الأزمات و ینتصرالمسلمین علی أعدائهم؟ ماهي مستلزمات ظهور الامام المهدي لانقاذ الامة الاسلامیة؟ مسألة ظهور المنجي او المخلص او المنقذ …الخ مسألة هي محل شبه اجماع لكل رسالات وكتب الله التي حملها رسله الى البشرية على اختلاف التسميات والمذاهب فيها، لا بل انها ايضا واردة في كتب المعتقدات السابقة على رسالات السماء كالفرعونية والبابلية والاشورية والطاوية والهندوسية والزرداشتية ….الخ، وهي فكرة مركزية لها جميعا تتمحور حول ظهور او عودة الحق وذهاب الباطل اعمالا للاية الكريمة “وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا”وظهور او عودة المنجي او المخلص او المهدي…. الخ لايرتبط بمكان او زمن محدد بل هي تجسيد لرحمة الله تعالى وعنايته بخلقه وتظهر او تتجلى باشكال متعددة بما يمكن القول بانه مهمة انقاذية رحمة بالعباد، وبحسب ما اراه ان علامات الظهور بدأت وتوالت في فترة اعمال مبدأ ولاية الفقيه في ايران والذي قاد وانجز اعظم ثورة شعبية اسلامية في تاريخنا الحديث وثم في صمود وانتصار الثورة الاسلامية في ايران رغم المؤمرات والتحديات التي تكالبت عليها من كل حدب وصوب،ثم في مواجهتها الناجحة لاشرس حصار فرض عليها مما لا سابق عهد به في العالم بهدف اجهاضها وتصفيتها،ثم في هذا النهوض الحضاري العلمي التكنولوجي الصناعي الزراعي والفضائي وبناء القوة الذاتية الاسلامية على نحو متسارع ومذهل رغم العزل والحصار والتحديات الجمة التي احاطت بها،وتجلت علامات الظهور ايضا فيما نتج عنها من مواجهة المشروع الصهيوني الامبريالي العالمي والاسهام الفاعل والقوي في خلق وتعزيز عوامل الصمود للقوى المقاومة في عالمنا الاسلامي والقوى الفلسطينية التي تقف في الخطوط الامامية لمواجهة ذلك المشروع الشرير، وقلب الموازنات التي ظلت تفرض تفوق وهيمنة الكيان الصهيوني والقوى الامبريالية الداعمة والمساندة له شيئا فشيئا لصالح المشروع الاسلامي المقاوم ، وعندما نقول المشروع الاسلامي المقاوم فاننالانحصره فقط في المسلمين ولكننا نشمل القوى المسيحية المقاومة للصهيونية والامبريالية، لا بل ايضا نشمل به القوى اليهودية التي تعادي الكيان الصهيوني المقام على ارض فلسطين وعلى حساب شعبه بالمخالفه لما تراه تعاليم الرب بالامتناع عن انشاء اي كيان او دولة لليهود قبل ظهور” الماشيخ” او المسيح المخلص وان هذه المخالفة لتعاليم الرب منذرة بكوارث ومآسٍ ماحقة لليهود… الخ ، وعودعلى بدء فانه كلما رأينا رفع رايات انتصار الحق وتدمير الباطل ومع كل انتصار لقيم العدل والمساواة والسلام في اي مكان من ارض الله،وانتصارالمستضعفين في اي مكان او زمان،فاننا نكون امام تجليات الظهور،وفي اعتقادي ان علامة الظهور الكبرى ستتجلى بوضوح حين يتم تحرير القدس المقدسة من مخالب السيطرة الصهيوينة واعادتها الى السيادة الاسلامية لتكون مزارا يعبد الله فيها ويذكر اسمه لجميع المؤمنين،واستعادة فلسطين السليبة الى اهلها وشعبها الفلسطيني المظلوم وليتبر المؤمنون ماعلا الصهاينة من ظلم وجور وطغيان تتبيرا،وهذه ستكون باذن الله العلي القدير علامة ظهور كبرى لها مابعدهاوهكذا الى ان يرث الله الارض ومن عليها والعاقبة للمتقين .