بداية ما تقييمكم للمشهد السياسي اليمني في ظل التداعيات الخطيرة التي يعيشها البلد؟ جواب : المشهد السياسي في الساحة اليمنية كئيب ولا يبشر بآمال طيبة بل ربما انه منذر بما هو أسوأ وقد اكون مخطئا وارجو ان اكون مخطئا في هذه الرؤية لكني لم استطع ان اتصور سواه، والمشكلة ان الاوضاع وتوازنات مراكز القوى والنفوذ والفساد لا تزال هئ هئ لم يحدث اي تغييريذكراستجابة للثورة ومطالب الثوار، وكأن المُخرج الأكبر اراد بكل ذلك – اضافة الى استمرار وتصاعد اعمال التصفيات الدموية والاغتيالات لقادة امنيين وعسكريين وناشطين – ان يمهد المسرح لإعادة انتاج السلطة السيئة التي كانت ولاتزال قائمة وإن بوجه جديد او ادارة الازمة والدفع بالامور لايصال السلطة الى فريق سياسي معين ضمن استراتيجية اقليمية لتمكين هذا الفصيل من السيطرة على السلطة في بلدان عربية واسلامية تحت مظلة وهييمنة قوى الغرب وحلفه العسكري “حلف الناتو” هذا باختصار الاطارالعام للمشهد السياسي اليمني. برأيك لماذا وصلت الأوضاع في اليمن إلى هذا المستوى من التردي؟ ومن يتحمل وزر ذلك؟ جواب: كان طبيعيا ان تصل الاوضاع الى ما وصلت اليه من ترد ، والقادم أسوأ حينما تم الالتفاف حول الثورة واحتوائها وافراغها من زخمها الثوري واجهاض بلوغه اهدافه النبيلة وهذه مسئولية تاريخية تتحملها قيادات احزاب اللقاء المشترك التي كانت حينها معارضة ثم اصبحت بعد اجهاض الثورة شريكة بالمناصفة بسلطة الفساد التي ثار الشعب عليها ، ضربوا الثورة وبكوا وسبقو الثواربالشكوى. كيف تقيم مؤتمر الحوار الوطني الذي توشك فترته المحددة على الانتهاء؟ جواب : تقييمي لمؤتمرالحوار الوطني هو نفسه تقييمي ورؤيتي للمشهد السياسي الراهن والواقع ان هذا المؤتمر قد حُكم علية بالفشل قبل ان يولد، ذلك انه نتاج لذات التركيبة التي اجهضت الثورة وصنعت الوضع الراهن، خليط من مراكز قوى ونفوذ واحزاب وفساد عكست نفسها على تركيبة الحوار،هذا من ناحية، ومن الناحية الاخرى فإن الحوار بكامله تقريبا ابتداء من تمويله المالي والخبرات الموجهة لمساره والمشاريع المتصورة التي سيخرج بها المؤتمركل ذلك واقع منذ البداية تحت ادارة قوى دولية تغرد في وادي بعيد، بينما الواقع اليمني يعصف بالناس ويطحن حياتهم طحنا، قوى دولية تغرد بأنغام تبدوعذبة في حين تفرض استمرارالواقع السئ المعاش فرضا، وإذن والحال هذا ماذا تتوقع من مؤتمرحوار هو في تركيبتة انعكاس لواقع مريرثار الشعب ضده وقوى دولية تعطينا معسول الكلام وتفرض علينا ان نئن تحت وطأة ذلك الواقع السئ، مؤتمر الحوار الوطني كان لكي يستحق هذه الصفة ان يكون نتاج الثورة الشعبية العظيمة التي حدثت وتم التأمر عليها وازاحتها جانبا لصالح سياسيين محترفين قنعوا بفتات المائدة ولم يعشقوا الصعود الى القمم. كيف تنظر لمستقبل الوحدة اليمنية في ظل الإرهاصات الحاصلة وتزايد الأصوات المطالبة بالانفصال؟ جواب: غالبا ما تتسبب السياسات المتخلفة والعقليات الجاهلة ومنطق الغلبة في تدميراهداف عظيمة ونبيلة وهذا ما حدث بالنسبة لتجربة الوحدة اليمنية حيث وقعت فريسة عقليات مُغرقة في التخلف والجهل وعقليات عاجزة وكارهة لنفسها وكلها إما انعدم لديها اي مشروع بنائي وطني ولو بحده الأدنى وإما انها سلمت نفسها للتكيف مع ماهو قائم او في احسن الاحوال التعامل ضمن دائرة ردود الافعال، كلا الطرفان اللذان قاما بأول تجربة لدولة وحدة يمنية في عام1990 يتحملان مسئولية تهاوي مشروع الوحدة الوطني، اليوم لم يعد كافيا مداواة الجروح وردم الشروخ بحلول ترقيعية انتقائية من هنا وهناك ولكن لابد من فعل ثوري شجاع يضع الأمر كله في يد اخوانننا الجنوبيين الذين بغت عليهم سلطة الفساد والجهل بعد حرب94 وذلك باستفتاء شعب الجنوب استفتاءاً حراً نزيهاً شفافاً باشراف منظمات دولية واقليمية محترمة ليختارويقررمصيره اما بقاءه ضمن دولة الوحدة بأي صيغة كانت او العودة الى دولته السابقة والانفصال عن دولة الوحدة العرجاء، هذا هو الحل الوحيد والممكن الذي يستطيع بلسمة الجروح وردم الشروخ والاخاديد في جسم الشعب الواحد المتأخي والذي سيؤسس يوما لوحدة يمنية حقيقية جميلة رائعة على طريق وحدة عربية حقيقية وانسانية وهذا هو الحل الذي لطالما طرحته ودعوت اليه مرارا وتكرارا منذ مابعد الوحدة وتحديدا منذ مابعد حرب94 ولا زلت لإصلاح الاعوجاج والمسار الخاطئ ولا اتصور اي حل آخر غير هذا الا اذا تعمد القائمون على الأمر وحرصوا على استمرار حالة التأزم والفوضى في البلاد وهذه للاسف الشديد سياسة الحكام الجهلة التي تقود الى مصائب اكبر وكوارث اوسع. كيف تقرأ الأحداث في صعدة في ظل الاحاديث عن انها صارت خارج سيطرة الحكومة المركزية؟ جواب : قضية صعدة هي نتاج لعقود من الزمن سادت فيها سياسات الإقصاء والاستئصال والتهميش لمكونات مذهبية وسلالية اساسية تغليبا لمشاريع ماقبل ماضوية ليست من متطلبات العصر، فلقد مورست تلك السياسات ضد اخواننا الهاشميين منذ ما بعد ثورة26 سبتتمبر62 وحتى اليوم وكذا المنتمين مذهبيا الى الزيدية وكان تنفيذ هذه السياسات الحمقاء يتم عبر سلطة الدولة وقرارها وبالاستعانة وبتقوية فئات سلالية ومذهبية اكثر إغراق في الماضوية والانغلاق ، ولما كان لكل فعل رد فعل فقد كان من الطبيعي ان تنشأ حركة الحوثيين او وفقا لتسميتهم الاخيرة ” انصار الله ” وإن لم يُنشئوا فقد كان لزاماً ان تنشأ حركات اخرى مماثلة او اشد تطرفا ومسألة الخروج عن الحكومة المركزية كما ورد في سؤالك فان المشكلة ليست في الخروج وانما المشكلة في وجود الحكومة المركزية وليس الامر مقصورا على صعدة فحسب بل هناك مناطق كثيرة لا وجود لسلطة مركزية فيها ، نحن ياسيدي نعيش في ظل (لادولة) بل تُفرض علينا سلطة حكم هي اقرب الى العصابات وقوى الغلبة ، والحقيقة انه مما يحسب للحوثيين انهم سيطروا على مناطق ليس تحت شعار الانفصال وانما تحت ضرورة وجود ادارة مؤقتة في ظل غياب ادارة سليمة، وفي ذلك فقد نجحوا في استتباب الأمن والاستقراروالهدوء والسكينة وانخفضت نسبة الجريمة في هذه المناطق الى مستويات لامست احيانا الصفر، ولا اعتقد على الاطلاق ان الحوثيين او انصار الله يسعون الى تفكيك اوصال الدولة في صعدة وما حولها، بل اعتقد من خلال تواجدهم في اكثرمن محافظة شمالا وجنوبا ان لديهم مشروع سياسي لبناء دولة جديدة وفقا لمنظورهم واهم معالمه في ما ارى القضاء على الفساد والاعتماد على كفاءات ونبذ المنتناقضات الاجتماعية كالمذهبية والطائفية والسلالية والارهاب …الخ قد تتفق معهم او تختلف في المنطلقات ولكن لكل مشروعه ورؤاه التي ينبغي ان تحترم جميعها بوتيرة متعالية. تشهد اليمن عمليات اغتيال وانفلات امني في العاصمة والمحافظات، فضلا عن بيانات وفتاوى تكفيرية وجدل متصاعد حول دستور البلاد..ماذا يعني ذلك؟ وهل يمكن اعتباره مؤشرا على مستقبل دموي قادم ؟ جواب : هذه الاغتيالات والانفلاتات الامنية وفتاوى تكفيرية … الخ تصدر اساسا عن قوى اتسمت بالفساد ومراكز قوى عسكرية وقبلية وقوى ظلامية تقاطعت مصلحتهم عند ادخال البلد في دوامة من الفوضى وتصفية كل من يعتبرونه فردا كان او جماعة يشكل من قريب او بعيد اي تهديد لمصالحهم وحساباتهم وهذه القوى كلها ترتبط اساسا باجندات واستراتيجيات دولية اكبر تستخدمها كادوات لخدمة اهدافها ومصالحها ، اما المستقبل فأ عتقد ان الامر مرهون سلبا او ايجابا دموية او ازدهارا بما ستؤول اليه التطورات الحاصلة في مصر بدرجة اولى و ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا ، اعتقد ان ما سترسو اليه هاتان الدولتان وخاصة مصر سينعكس على كامل المنطقة واعتقد ان ذلك سيتضح في الفترة القريبة القادمة . برأيك هل يمكن أن تجرى الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد سلفا العام المقبل، ام أن المرحلة الانتقالية قد تمتد لانجاز استحقاتها كما يروج لذلك البعض؟ جواب : اعتقد انه فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية والانتخابات الرئاسية الامر مرتهن في ما اذا تمكنت امريكا والغرب من دفع الامور في اليمن نحو تمكين الاسلاميين، اقصد هنا ” الاخوان المسلمين ” تحديداً وهم حلفاء الغرب التاريخيين من استلام السلطة من عدمه لكنني اعتقد ان هذا المشروع يترنح اليوم في الساحة الاقليمية والدولية بعد الزلزال العظيم الذي حصل في مصر مؤخراً وتطورات الاوضاع على الارض في سوريا والتي تشيرالى فشل تاريخي للاسلاميين الجدد حلفاء الغرب. وبصرف النظرعن تمديد المرحلة الانتقالية او عدم تمديدها فانه ولكي نكون منصفين وموضوعيين في تقييم مرحلة الحُكم الانتقالي للرئيس عبدربه منصور هادي فانه من الصعب إعطاء تقييم دقيق لمدى نجاحه او عدم نجاحه في ادارة المرحلة الانتقالية ، لأن الرجل كان محكوما ومقيدا بقيود ثقيلة فرضتها المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية على نحو أكبر من المبادرة ذاتها، وجاء الرئيس عبدربه منصور هادي وفقا وعلى اساس مقتضياتهما القائمة على المقاسمة والمحاصصة الحزبية السياسية بين الحزب الحاكم السابق (المؤتمر الشعبي العام) واحزاب اللقاء المشترك التي كانت في السابق معارضة ثم اصبحت بحكم المبادرة والالية حاكمة بالمشاركة النصفية، وفرضت قواعد وأسس ملزمة لادارة المرحلة الانتقالية، ولم يتمتع الرئيس عبدربه منصور هادي بالسلطات والصلاحيات الكاملة كرئيس للبلاد بل كان محكوما بقواعد التوافق ولم يكن مطلق اليد كرئيس طبيعي ولهذا فمن الصعب والحال هذه أن نحكم بفشله او نجاحه، ولهذا اعتقد ان هناك احتمالين لا ثالث لهما فأما ان يمدد للرئيس عبدربه منصور هادي لثلاث سنوات قادمة، او تجرى انتخابات رئاسية طبيعية تنافسية يكون الرئيس هادي مرشحا بارزا فيها…فبالنسبة للخياراو الاحتمال الاول فيمكن ان يكون حل مناسب ومعقول شريطة عدم التمديد للمرحلة الانتقالية القائمة على المحاصصة والتقاسم في ادارة الحكم بحيث يُعطى للرئيس في سنوات التمديد القادمة كامل الصلاحيات والسلطات الطبيعية لرئيس الجمهورية ويصبح حينها متحررا من الضغوط والقيود التي فرضتها المبادرة والالية لادارة الحُكم اما بالنسبة للخياراو الاحتمال الثاني فيمكن ان يكون حل يستند الى شرعية دستورية ديمقراطية شريطة ان يكون مؤتمر الحوارالوطني قد انجز كامل المهام المنوطة به قبل انتهاء مرحلة السنتين الانتقالية وخاصة “مشروع الدستورالجديد”، وتحديد شكل الدولة، والنظام السياسي الجديد، وطرحه للاستفتاء الشعبي مع انجاز قانون انتخابي جديد اكثر ديمقراطية وشفافية ، وذلك حسب ما ارى من شواهد ومؤشرات يبدو انه لا يزال بعيد المنال ويحتاج الى مزيد من الوقت ويصبح الخيار او الاحتمال الاول اكثر واقعية على ان يكون مستندا الى توافق وطني عام، اعتقادي انه لو تم الاخذ بهذا الاحتمال فان الرئيس عبدربه منصور هادي سوف يكون في موقع ووضع اقوى وامضى لتنفيذ مشروعه الخاص في التغييرالثوري ووضع المداميك الرئيسية لبناء اليمن الجديد، فا لرجل معروف عنه على نطاق واسع انه نظيف اليد والذمة ولم ينخرط في مستنقعات الفساد التي كان النظام السابق يتخبط في وحولها، وهنا – وعند انتهاء الثلاث السنوات المقترحة للتمديد لرئاسته تصبح المرحلة الانتقالية تمتد بكاملها لخمس سنوات ، ثلاث منها المقترحة – سنكون منطقيا وموضوعيا قادرين على إعطاء تقييم صائب ودقيق ما اذا كان الرئيس هادي قد نجح ام لم ينجح ، وانا شخصيا اميل الى هذا الاحتمال بالنظر الى ما ذكرناه آنفا وللظروف المضطربة التي لا تزال البلاد تعيشها . هل لك من طموح سياسي في الانتخابات المقبلة سواء الرئاسية او البرلمانية؟ جواب : اصدقك القول انه في ظل هزالة ما يجري سياسيا في بلادنا فإن لي طموح سياسي ليس حبا في الحُكم ولكن لأن في ذهني مشروع تغييري وسوف اترشح للانتخابات الرئاسية ولكن ليست القادمة بل التي تليها إن شاء الله . هل زال إقصاء الناصريين في اليمن بزوال النظام السابق، والى أي مدى عانى الناصريون خلال العقود الماضية؟ جواب : الناصريون في اليمن هم من اقصوا انفسهم في الدرجة الاولى ذلك لأن الحزب الحقيقي الثوري المناضل يتوفر له دائما مقومات مواجهة التحديات والانتصار عليها، صحيح ان اي سلطة حاكمة لا يروقها وجود احزاب قوية وتعمل على اضعافها وفكفكتها، لكن هذا الامر لا ينجح الا اذا لم يستطع هذا الحزب او التنظيم الارتقاء دائما الى مستوى التحديات او المخاطر ويدفع بدماء جديدة دائما الى مستوياته القيادية ويتغلغل وسط الجماهيرالشعبية، ويبتكر من الوسائل والاساليب الجديدة والمتجددة ما يمكنه من الانتصار في المواجهة وهذا ما لم يتوفر للاسف الشديد الى حد كبير بالنسبة للناصريين في اليمن . تاريخ الناصريين لا زال يلفه الغموض ،ومعه أحداث هامة في تاريخ الحركة الناصرية واليمن ككل ، ترى إلى متى سيستمر تغييب هذا التاريخ؟ ومتى يمكن ان يُكتب؟ جواب : كتابة تاريخ الناصريين وهذه مهمة لا يستطيع القيام بها إلا عمل مؤسسي تنظيمي شامل يوضع تحت تصرفه الوثائق المتيسرة والمحفوظة والتي (اسأل الله ألا تكون الارض قد التهمتها ) وان تكون هناك شفافية كاملة واخلاق ثورية حقيقية لا تتصرف بالاخفاء او التشويه لتلك الوثائق وايضا تستقصي الذاكرات الفردية وتصهرها في ذاكرة جمعية ناصرية تكتب التاريخ، انا استغرب مثلك تماما الى متى يستمرهذا التغييب لتاريخ ناصع مشرق للنضال الناصري ووضعه امام الاجيال منارة يستهدون بها في مسيرتهم المتواصلة ،لا ادري لماذا؟؟ فانا كما تعلم انقطعتُ عن العمل التنظيمي منذ عام1981، وفقط للتذكير بأني عرضتُ على قيادات في التنظيم أني مستعد ولدي من الوقت ما يكفي للمساعدة في كتابة ذلك التاريخ وخاصة ما يتعلق منه بحركة15 اكتوبر1978 وادوارالقادة الناصريين العظام الذين ضحوا بحياتهم في سبيل قضايا شعبهم وامتهم، وكذا من عانوا ألم السجون والتشرد ولكني لم اجد تجاوب فلم اعاود المحاولة اما متى يُكتب هذا التاريخ اعتقد انه سيُكتب حين تفرض القواعد المناضلة امر كتابته . بعد ما يزيد عن نصف قرن من النضال ..برأيك ما حجم التيار الناصري اليوم في اليمن؟ جواب : التيارالناصري حجمه الراهن كبيراً وحجمه الافتراضي القادم اكبر، لكن الحجم الحزبي متخلف كثيرا عن حجم هذا التيارالراهن والمفترض لاحقا. ما الذي يمكن أن تقوله عن حركة 1978م ولماذا فشلت؟ جواب : حركة اكتوبر1978 واسباب فشلها هذا هو جانب رئيسي من التاريخ الذي يطالب بكتابته كما اشرت لك سابقا وهناك استبيانات تم اخذها عقب الحركة مباشرة من كل الذين شاركو مشاركة مباشرة او غيرمباشرة في الحركة وٍثقت كتابيا وحُفظت في الادراج وفيها شهادة الذين شاركوا فيما حدث وجرى وكيف قامت وكيف فشلت ونأمل ان يفرج عنها قريبا من اجل الحقيقة والانصاف. من يتحمل وزر فشل الحركة؟ جواب : أما من يتحمل وزرالفشل اقصد فشل الحركة فاباختصار شديد الى ان يُكتب تاريخ الحركة اقول ان الحركة تم التنظيم والاعداد لها على نحو رائع ، ولكن الخلل الذي ادى الي فشلها كان منحصراً في التنفيذ وهذا ما ستؤكده كتابة التاريخ . ما الذي يمكن أن تروية من وقائع خلال الحركة وما لحق بالناصريين بعدها؟ جواب : كثيرة هي الوقائع والذكريات التي يمكن ان ارويها حول الحركة ومسيرة الناصريين بعدها وهو أامر يحتاج الى جلسات مطولة من الحوار ، واذا ما انست في نفسك استعداد لاجراء هذه الجلسات الحوارية المطولة اعدك بعد العودة الى الوطن إ ن قربت او حتى قبل العودة ان اخصك بها ، حيث ستكون مشروع لكتاب اود ان يصدرحول ذلك باسمك انت. اين موقع عبدالله سلاٌم الحكيمي من حركة 78م ولماذا لم تطاله يد صالح ونظامه الذي أعدم العشرات من قادة الحركة؟ جواب : موقعي من حركة اكتوبر1978 هو اني كنت عضوا في اللجنة المركزية والقيادة التنفيذية للتنظيم الذي أعدَ ونظمَ للحركة وكنتُ واحدا من فريق محصور من القيادات التي اوكل لها مهمة التحرك في القطاع القبلي والعسكري، اذكر منهم الشهيد سالم السقاف، والشهيد محمد احمد ابراهيم ، و محمد العفيف في إطار القيادة التنفيذية العليا للتنظيم ، أما لماذا لم تطالني يد الإعدام على يد صالح ونظامه فذلك من سوء حظي وربما لأني من الذين يجيدون فن الهروب في المواقف الحرجة، وهذه قصة اذا ما قررتَ الشروع في جلسات الحوار المطول التي اشرت اليها فسنخض فيها تفصيلا ان شاء الله. لا يزال رفات وجثامين ومصيرعدد من قادة اكتوبر 78م غامضا حتى اللحظة إلا من تكهنات تروى على استحياء… هل لديك معلومات حول الطريقة التي اعدموا بها والأماكن التي دفنوا فيها؟ جواب : منذ سنوات طويلة اثرتُ ولازلت اثيرهذا الموضوع المأساوي المتعلق برفات وجثامين ومصيرقادتنا السياسيين والعسكريين وكيفية تصفيتهم وذكرت هذا تفصيلا، واردتُ ان ارفع قضية في المحاكم الدولية المتخصصة في بروكسل ولكن كانت الأعباء المالية المطلوبة اكثرمن قدرتي، وكل هذه المعلومات منشورة او قل محفوظة بعد نشرها على موقعي الشخصي بما في ذلك كيفية تصفية الشهداء ورد الناطق الرسمي عليٌ قبل سنوات حين كنت في القاهرة، كل ذلك وغيره ستجده مبثوثا في مواضيع ومقابلات ومقالات وتصريحات وحوارات اجريتها على مدى العشرين السنة الاخيرة تقريبا وكلها تقريبا ستجدها على موقعي الشخصي. لماذا غاب الحكيمي عن التنظيم الناصري بعد أن كان احد ابرز قادته؟ جواب : انا لم اغب وانما تم تغييبي عمدا وبعد الوحدة والتعددية الحزبية العلنية حاولت العودة متقدما بطلب عضوية جديدة ” مبتدئة ” ومع ذلك لم يستجب لها، واخيرا تكرم المناضلون في فرع التنظيم الوحدوي الناصري في ذمار بقبولي كعضو في فرع ذمار ومستشارا لقيادة الفرع فلهم التحية والشكر، وعلى كل حال طوال سنوات الاقصاء( عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )استطعت ان اُعبر عن ارائي ومواقفي بدون قيود الالزام والالتزام الحزبي وهذا يجعل الانسان قائما با القسط شهيدا لله واميلْ الى الحق والحقيقة اكثر ولعل الخير فيما حدث . هل لدك رواية تفصيلية عن حادثة اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي والى من توجة اصابع الاتهام المباشر باغتياله؟ جواب : الحقيقة ان هذا الموضوع تحدثت حوله كثيرا وأجمل ما سبق ان قلته بأن اغتيال الرئيس الشهيد/ابراهيم الحمدي ورفاقه كان من حيث الفكرة فصاحبه احمد الغشمي، وأما منفذه فعلي عبدالله صالح والحرس الخاص للغشمي، ومكان التنفيذ بيت علي عبدالله صالح المتداخل مع بيت احمد الغشمي وأما من وقف وراء الاغتيال فقوى دولية نافذة. اين دور السعودية من كل ما يجري في اليمن في الماضي والحاضر؟ جواب: السعودية تعمل وتخدم مصالح بلدها وشعبها وامنها واستقرارها ودورها في اليمن لا يخرج عن هذا النطاق، ولو كنا نحن في اليمن في موقع السعودية لقمنا بنفس الدور،المسألة هنا تتعلق بمصالح مشتركة واهداف مشتركة ، كيف يعمل المتجاورون على حلها بالتفاهم والود، وكل دولة خاربة من داخلها حتما ستبول عليها وفوقها الثعالب القادمين من كل جهة ،لكن عندما تكون الدولة تحترم نفسها وشعبها وتقوم بواجباتها ومسئولياتها تجاه شعبها بشكل سليم لم يعد أمام الاخرين سوى التعامل معها كما تتعامل مع نفسها وشعبها وكلٍ حيث يضع نفسه. كيف تقرأ المشهد العربي اليوم في ظل الأوضاع المتازمة التي تعيشها اقطارالربيع العربي؟ جواب : ثورات الربيع العربي الشعبية كانت ثورات حرٌكتها معاناة الشعوب وقهرها ولكن هذه الثورات تمكنت امريكا وحلفائها الغربيين وحلف الناتو من اختطاف نتائجها بواسطة حلفائها التاريخيين الاخوان المسلمين ومن لف لفهم ارتباطا بتركيا وقطر، ولهذا فأن الثورات الشعبية الحقيقية في بلدان الربيع العربي وعلى رأسها وفي مقدمتها مصرتعاود الكرة على نحو اقوى واوسع واوعى واعتقد انها سوف ترسوعلى مبادئ العزة والكرامة مجددا بعيدا عن الارتهان للمشروع الغربي، وبعد ان سقطت تجرية حُكم الاخوان المسلمين في مصرسقوطا تاريخيا مدويا واثبتوا بأنهم لا يصلحون ولا يملكون المؤهلات اللازمة لأدراة الدولة والمجتمع وانهم لا يزالون حبيسي دهاليزالماضي السحيق الذي ظلوا يعيشون في سراديبه المظلمة عقودا طويلة من الزمن . برأيك ما الذي تبقى من الخط القومي المدافع عن الأمة اليوم؟ وهل من دور للقوى الطليعية في تثقيف الشارع العربي وتهيئتة لوحدة عربية؟ و هل تتواصلون مع شخصيات او تيارات وتنظيمات ناصرية في اليمن والأقطار العربية الأخرى؟ وماذا عن مشروع توحيد الحركة الناصرية في الوطن العربي ككل؟ جواب : الواقع انني ارى بان التيار القومي العربي يشهد منذ عامين مضت إحياء لدوره وتناميا في شعبيته وشئيا من التجديد والحيوية لخطابه السياسي ونظرته للقضايا الوطنية والقومية وهذا الإحياء والتنامي للتيار القومي,والذي تُعد مصر مركز ثقله ومختبرلنضاله ورسالته،ولقد كانت ثورة 25 ينايرالشعبية العظيمة في مصراستفتاء جماهيري لمشروعيته والالتفاف الجماهيري حوله بعد سنوات من الانكساروالانكفاء ،ولعل حصول المرشح القومي البارز” حمدين صباحي” على ما يقارب الخمسة ملايين صوت في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في مصرالمفاجأة الاستراتيجية الابرزلتلك الانتخابات، ولقد كتبتُ بعدها بقليل مقالا في 28 سبتمبر 2012 بعنوان(الصعود الناصري في مصر..رؤية اولية للافاق) نشرفي صحيفة الوسط اليمنية شرحت فيه ما ذكرته لك الان بشكل اكثر تفصيلا، وفي اعتقادي ان التيارالقومي في مصر اساسا وفي اجزاء من وطننا العربي سيلعب دورا محوريا مهما وبارزا في النضال الوطني والقومي معا، واذا ما احسن توظيف الظروف الموضوعية القائمة اليوم وابتكر من الاساليب والوسائل النضالية السياسية الجديدة والمتطورة التي تجعل تلاحمه واتصاله بالجماهيرالواسعة دائم الحضور والفاعلية وهو ما ارى ان التيار الشعبي في مصر قد شرع فيها بالفعل واثبتت نجاحها وايجابيتها كثيرا، واشعر بتفاؤل جاد بأن التيار القومي خلال فترة زمنية قادمة ليست طويلة سيستعيد دوره القيادي في قيادة نضال امته العربية والتعبيرعن اهدافها المشروعة والعادلة ، اما عن التواصل شخصيا مع تنظيمات او تيارات او شخصيات ناصرية في اليمن والاقطار العربية الاخرى الحقيقة انه يؤسفني ان اقول لك بانه لا يوجد تواصل منتظم بيني وبينها إلا في ما ندر، وبطريقة غير مباشرة ربما بسبب ظروفي الشخصية التي جعلتني اعيش لسنوات طويلة متنقلا متشردا من بلد الى آخر، ومع ذلك فانه من حسن حظي انني متابع باهتمام وعن كثب لكل ما يتعلق بالتيارالقومي العربي في مختلف ساحاته واواكب تلك التطورات والشؤون عبر الكتابات الصحفية . كيف تقيم ثورة الشباب في اليمن بعد ثلاث سنوات على اندلاعها؟ جواب : الحقيقة انه في ما يتعلق بالثورة الشعبية الشبابية العظيمة في اليمن وكذا سائر الثورات الشعبية العربية والتي اطلق عليها ثورات الربيع العربي فقد كتبتُ حولها الكثيرمن المقالات والدراسات وتحدثت كثيرا حولها في القنوات الفضائية الناطقة بالعربية بمختلف توجهاتها ،وبالنسبة للثورة الشبابية في اليمن على الخصوص وقد قدمتُ العديد من الرؤى والتصورات والتحليلات حول مسارهذه الثورة استجابة لطلب من قوى الثورة في ساحتي الحرية في تعزوالتغييرفي صنعاء، هذا ناهيك عن المقالات والدراسات والتحليلات العامة الاخرى وكلها تقريبا موثقة في موقعي الشخصي الذي احسن اولادي صنعاً اذ صمموه لي واداروه وهو بمثابة ارشيف لتوثيق ما كتب واغلب ما قيل، ولو سنحت لك فرصة وتجولت في ارجائه لتبينت ذلك تفصيلا، وعموما فان الثورة ، الشعبية الشبابية في اليمن والتي اعتبرتها اعظم ثورة شعبية في تاريخ اليمن كله شأنها في ذلك شأن سائر الثورات الشعبية العربية فجرتها الشعوب العربية بفعل ضغط معاناتها والامها وهمومها التي طحنتها طحنا بفعل سياسات السلطات الحاكمة الفاسدة والمتخلفة ،لكن المشكلة في هذه الثورات ان الاوضاع السياسية التي نتجت عنها لم تكن تعبرعن اهداف الثورة وتطلعات الثوار، حيث تعرضت على نحو او آخر للاختطاف والالتفاف من قبل قوى لم تكن في غالبيتها ثورية او صانعة لها، ولعل ما جرى في مصر وهي قلب الوطن العربي وقيادته مؤخرا قد ارسى درسا بليغا لتوفرالقدرة الشعبية واستمرارتأجج الروح الثورية القادرة على تصحيح مسار الثورة وتقويم إعوجاها، ولاشك ان ذلك سيعكس نفسه على باقي ما سمي بثورات الربيع العربي، وبالفعل قد بدأت هذه الانعكاسات كما نرى في تونس وغيرها لاحق. في ظل المعطيات السابقة… كيف تنظر لمستقبل اليمن؟ جواب : في الواقع ان مستقبل اليمن يقف منذ سنوات ماضية وخاصة في المرحلة الراهنة امام مفترق طريقين لا ارى ثالث لهما، فأما أن ينجرف -لا سمح الله- نحو هاوية سحيقة ومخيفة من الفوضى والاضطراب والتمزق بحيث لا يبقى بعدها وطن اسمه ” يمن” او ينطلق في مسيرة وطنية مخلصة نزيهة لإعادة بناء الكيان الوطني اليمني بناءا جديدا جذريا شاملا على اسس ومقومات ومضامين جديدة لإعادة صياغة نظامه السياسي او دولته الوطنية الحديثة الديمقراطية دولة العدل والمساواة والعزة والكرامة والمواطنة المتساوية الحقيقية التي تضمن اشراك الشعب مشاركة حقيقية وجادة في ادارة شؤون بلده ومجتمعه بعيدا عن التسلط والهيمنة والاستئثارالذي قاد الى الازمة الوطنية العاصفة التي تطحن وطننا اليوم طحنا ، ويراودني شعور بأن مستقبل اليمن موضوع اليوم في يد ومسئولية الرئيس عبدربه منصور هادي، فأما ان يتردى اليمن الى الهاوية في عهده فيخرج من التاريخ من اضيق ابوابه واكثرها ظلام، او يقوده نحو مشروع وطني حديث ومتكامل لإعادة بناء نظامه السياسي ودولته الوطنية الحديثة فيدخل التاريخ من اوسع ابوابه واكثرها إشراقا…فهل يفعل نأمل ذلك باذن الله تعالى