رؤية لأسباب ودوافع وجذورالإرهاب الجزء الثاني :الجانب الديني والفكري
الحلقة
3
على الصعيد الإقليمي القومي : كان سقوط وانهيار وغياب المشروع القومي النهضوي العربي بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر وإنهاء مده وتأثيره الواسع والعميق في جماهير الأمة العربية منذ بداية السبعينيات ، وذلك بفعل الحملات والهجمات الإعلامية والسياسية المكثفة والواسعة النطاق والشاملة على مستويين الإقليمي العربي والدولي الغربي قد أوجد فراغاً سياسياً وأيديولوجياً رهيباً وشبه كلي على امتداد بلدان الوطن العربي كلها ، ومع رغبة وحرص أنظمة عربية عديدة وأهمها مصر ، على تصفية كل آثار وإيجابيات وإنجازات المشروع القومي النهضوي الناصري وسحب رصيده الجماهيري الهائل ، وتوجه تلك الأنظمة العربية ، وعلى رأسها وأهمها مصر . الاستراتيجي الخاطئ إلى الاعتماد تكتيكياً على قوى التيار أو الحركة الإسلامية وتقويتها وإبرازها والسماح لها بقدر واسع من الحركة على خلاف القوى السياسية الأخرى ، وتوظيفها لهدم وتصفية المشروع القومي الناصري واليساري عموماً ، وهكذا نجحت القوى الإسلامية في استثمار حالة الفراغ الهائل سياسياً وايديولوجياً ووظفته توظيفاً كفؤاً ودقيقا ، لتعزيز وجودها وتقوية بنيتها التنظيمية وتوسيع تأثيرها الجماهيري والسياسي على نحو غير مسبوق ، ولم تشعر تلك الأنظمة بمدى ما أصبحت تشكله تلك القوى الإسلامية من خطورة كبيرة عليها ، وعلى وجودها إلا في وقت متأخر وبعد أن أصبح أمر ضربها أو الأقل تحجيمها مستعصياً وباهظ الثمن . إن ما حدث في الصعيد المحلي الوطني والصعيد الإقليمي القومي معاً كان ارتكاب خطأ استراتيجي فادح ، وإن بدت له بعض المكاسب التكتيكية المرحلية الآنية هنا أو هناك ، وهو خطأ نتج أساساً عن توجه تلك الأنظمة في سياساتها وخططها وإجراءاتها إلى الإخلال بالتوازن الدقيق بين مختلف القوى والتوجهات السياسية في ساحاتها ، ليس الإخلال بالتوازن فحسب بل وضربه من الجذور ، حيث مكنت قوى واحدة محددة من العمل والحركة والنمو ، وفي نفس الوقت كبتت وغيبت كل القوى والتوجهات السياسية والفكرية الأخرى من العمل والحركة والنمو ، على نحو أدى ، منطقياً وحتيماً إلى طغيان واكتساح قوة واحدة لساحة العمل السياسي الجماهيري ، دون أن يعترض سبيلها أي شكل من أشكال التنافس الكابح والمقيد لأنفرادها واحتكارها العمل السياسي من قبل القوى الأخرى … ولهذا فإن أهم قاعدة من قواعد علم السياسة تشير إلى أن الإخلال بالتوازن بين مختلف القوى السياسية أو تغييبه يؤدي تلقائياً إلى طغيان قوة سياسية واحدة إلى الحد الذي تصبح فيه مصدر تهديد للنظام السياسي القائم وسلام وأمن واستقرار المجتمع . وأما على الصعيد الدولي العام : فقد كانت الفرصة التاريخية الكبرة والفريدة ، من نوعها التي هيأت الأجواء والظروف ومكنتها من تحقيق انطلاقه صاروخية مذهلة كيفاً وكماً في بنيتها التنظيمية وحجمها وأساليبها وخبراتها وانتشارها وتأثيرها الواسع ، جاءت تلك الفرصة التاريخية الكبرى نتاج الفكرة السياسية الشيطانية الرهيبة التي أبتكرتها وصاغتها وعملت على تنفيذها الإدارة الأمريكية والقاضية باستفزاز وإثارة واستدراج الاتحاد السوفيتي آنذاك إلى الإقدام على التدخل العسكري المباشر في أفغانستان بدوافع إحساسه الحقيقي والجاد بالمخاطر الجسيمة التي تهدد أمنه القومي ، ثم إثارة المشاعر الدينية الإسلامية داخل المجتمعات العربية والإسلامية وحشد وتعبئة شباب هذه المجتمعات بتأثير تلك المشاعر الدينية والزج بها في مواجهة عسكرية سياسية استنزافية شاملة وطويلة المدى ضد الإتحاد السوفيتي في إطار الحرب الباردة القائمة بين المعسكرين العالميين الكبيرين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي ، وكان الدكتور ( بريجنسكي ) مستشار الرئيس لشئون الأمن القومي آنذاك ، ومعه مفكرو وراسمو الاستراتيجية الأمريكية العالمية ، يدركون تماماً التأثير العميق والحاسم للإسلام كعقيدة دينية وأهمية استغلال وتوظيف المشاعر الدينية ( الإسلامية ) في مواجهة ما يسمى بـ ( الشيوعية والإلحاد ) العالمي ، وهكذا راحت الإدارة الأمريكية وأجهزتها الاستخبارتية تهيئ المسرح العام دولياً وإقليمياً ، وتعبئ وتحشد وتقنع حلفاءها من دول العالم ، وخاصة منها الدول العربية والإسلامية ، للدخول والمشاركة في تنفيذ الفكرة الأمريكية بمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان استناداً إلى العقيدة والمشاعر الإسلامية وتعبئة وحشد ودفع عشرات الآلاف من الشباب لما أطلق عليه ( الجهاد في سبيل الله ) في أفغانستان ، وبالفعل فقد وجدتها الحركات الحزبية الإسلامية فرصة تاريخية مثالية يجب عليها اغتنامها واستثمارها وتوظيفها إلى أقصى الحدود لخدمة أهدافها وخططها واستراتيجيتها بالدرجة الأولى ، وهو ما نجحت في تحقيقه نجاحاً ملموساً منقطع النظير ، حيث أصبح تحت تصرفها الآف الملايين من الدولارات ، وجزء كبير من هذه الأموال جاءت من تجارة المخدرات ، واستقطبت ودربت عشرات الآلاف من الشباب على مختلف أنواع الأسلحة وفنون القتال ( حرب عصابات وحرب مدن وشوارع وحرب نظامية واغتيالات وتفجيرات مفخخة … إلخ ) . واكتسبت كماً هائلاً من التجارب والخبرات التنظيمية والسياسية والعسكرية والأمنية وكذا العلمية في لا سابق عهد لها به من قبل ، وخرجت من أتون وتجارب تلك الحرب العالمية التنظيم وكفاءته ودقته وقدرته الفائقة على الآداء والفعل ، وبنية قتالية عسكرية أمنية ذات خبرات وتجارب وفنون بالغة الحداثة والتطور ، وإمكانيات مالية هائلة تمكنهم من الحركة متى وحيثما شاءوا وتحقق لهم كل ما يريدونه ومتى أرادوه ، وتضمن لهم الاستمرار والنمو والتوسع إلى أقصى حد ممكن ، ولقد أطلقت أمريكا على هؤلاء المقاتلين في أفغانستان صفة ( المجاهدين ) في سبيل الله أول الأمر وأصبح هذا اللقب معروفاً ومشهوراً ولصيقاً بهم على مستوى العالم بأسره ، رغم أن الاتحاد السوفيتي كان معروفاً بصداقته للكثير من الدول العربية والإسلامية ، وكان المزود الوحيد لهم في مواجهة ( إسرائيل) ويرتبط معها بمعاهدات صداقة وتعاون وثيقة في الوقت الذي كانت فيه أمريكا ودول الغرب ، ولا تزال حتى اليوم ، حليف ( إسرائيل) الاستراتيجي والمؤيدة لها في عدوانها على الشعب الفلسطيني والدول العربية !! والأغرب من هذا وذاك أن هؤلاء ( المجاهدين ) مارسوا ( الجهاد ) في سبيل الله بعد أفغانستان في إطار ( يوغسلافيا ) وأيضاً في ( الشيشان ) وهي نفس الساحات التي مارست ( أمريكا ) فيها جهاداً من أجل مصالحها الاستراتيجية وأهدافهاً !!. 2- إن تلك الجماعات والحركات الإسلامية المتطرفة والتي تتهم – اليوم – عالمياً بأنها تمثل خطر ( الإرهاب العالمي ) ما كان لها أن تبلغ هذا الحجم والمستوى الخطير من القوة والقدرة والتأثير على نطاق ( عابر للقارات ) ، لولا الأساليب التكتيكية الآنية التي مارستها بعض أنظمة الحكم المحلية والإقليمية والقوى الدولية الكبرى في احتضان ورعاية ودعم ومساندة تلك الجماعات والحركات واستخدامها وتوظيفها أداة ووسيلة لتحقيق أهدافها ومصالحها في تصفية حساباتها السياسية مع خصومها وأعدائها ، وهي أساليب تكتيكية بلغت ذروة قوتها ، وأوج استخدامها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، التي تتحمل الجزء الأعظم من المسئولية ، الأخلاقية والسياسية والقانونية المباشرة في دعم ومساندة وتقوية وتدريب وتمويل تلك الجماعات والحركات المتطرفة التي كانت تصفها بالأمس بقوى ( المجاهدين ) واليوم تصفها بقوى ( الإرهاب العالمي ) واستناداً إلى جملة الشواهد والوقائع والحقائق التي باتت منشورة ومعروفة تماماً للرأي العام العالمي ، فإنه لا يحق لأمريكا على الإطلاق أن تلقي بالمسئولية وتوزع التهم على هذه الدولة أو تلك وعلى هذه الجهة أو تلك ، في الوقت الذي تتنصل هي تماماً عن أي دور أو مسئولية ، فالعالم كله يعلم دورها ومسئوليتها الرئيسية الأكبر في هذه القضية الهامة . 3- إن ردود الأفعال والتداعيات والإجراءات التي تليت أحداث 11 سبتمبر عام 2001م الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية، وطبيعة مضمون الخطاب الإعلامي الدعائي السياسي الذي تعامل مع تلك الأحداث بقدر كبير من الإثارة والتهييج والعداء وعدم الموضوعية على مستوى دول العالم ، غير الإسلامية ، وداخل أمريكا وكثير من الدول الغربية بشكل خاص ، قد أسهم في خلق حالة من العداء وعمق ، على نحو بالغ الخطورة ، من مشاعر الحقد والكراهية والتمييز ضد الإسلام كعقيد دينية وكل مسلم من مجرد ملامحة ولون بشرته وهويته دون تمييز ، وتعرضوا لإجراءات عنصرية تمييزية وقتل وضرب وشتم وإهانة ومصادرة لأبسط حقوقهم الآدمية المتعارف عليها ، وعوملوا جميعاً كإرهابيين وقتلة ومجرمين في أقدم وأعرق دول ومجتمعات الحرية والديمقراطية والتحضر في العالم. وينبغي علينا جميعاً أن نعترف بواقع وحقيقة ما أحدثته تلك الإجراءات والتداعيات وردود الأفعال من شروخ بالغة العمق والخطورة على المستويات الإنسانية والمشاعر والعواطف النفسية والأحاسيس السياسية والثقافية والاجتماعية بالنسبة للشعوب الإسلامية والشعوب غير الإسلامية على حد سواء ، وهي تتطلب معالجات وحلولاً متكاملة ومتضافرة تنبثق عن سياسة عقلانية موضوعية إنسانية وعلى مدى زمني طويل بما يحقق مشاعر الوحدة الإنسانية وتعاونها من أجل الخير والسلام والرفاهية للإنسان والعالم . 4- إن الحرب العالمية الشاملة والكاملة ، التي شنت ولا تزال بقيادة أمريكا ، ضد ما وصف بالإرهاب العالمي على مستوى العالم بأسره ، لم تنجح حتى الآن بل لعلنا نستطيع القول بأنها أخفقت في تحقيق أهم وأبرز أهدافها المعينة والمحددة والمتمثلة في ضرب الإرهاب والإرهابيين وملاحقتهم والقضاء عليهم أو تقديمهم للعدالة ومحاصرتهم وتجفيف مصادر تمويلهم المالي . . ألخ . فالشاهد أن قادتهم البارزين والمتهمين مباشرة بالإرهاب وكذا نشاطاتهم وتحركاتهم لا زالوا أحياء يرزقون وطلقاء يتحركون ، ولم تتوقف حركتهم وأنشطتهم ، باستثناء عدد محدود من الذين ألقي القبض عليهم أو قتلوا كما نقلته إلى أسماعنا وسائل الإعلام وهم عموماً من الكوادر الثانوية غير الأساسية ، ولم نسمع أي شيء عما تم بشأنهم حتى الآن . على أن أهم ما حققته الحرب العالمية الشاملة ضد الإرهاب العالمي تتمثل بالمئات بل الآلاف من القتلى والمصابين المدنيين الأبرياء بسبب التدمير العشوائي الشامل الذي أحدثته أحدث أسلحة الدمار الرهيبة ، وإلحاق أفدح الأضرار وأعمق المعاناة بالشعوب العربية والإسلامية البريئة والمقهورة – أساساً – عبر القيود الصارمة وغير المعقولة للتحويلات المالية من العاملين في كثير من الدول الغربية وغيرها إلى ذويهم وأسرهم ، وإيقاف الإعانات والمساعدات الإنسانية التي كانت تقدمها بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية الطبية والإجتماعية للفقراء والمحتاجين ، وإطلاق يد الكثير من أنظمة الحكم لممارسة قدر أكبر وأوسع وأفظع من إجراءات القمع والإضطهاد والديكتاتورية ومصادرة حقوق الإنسان وحرياته تحت ذريعة وستار محاربة الإرهاب وإظهارها على أنها استجابة ورضوخ لمطالب وضغوط أمريكا . ! بالإضافة إلى ما أدت إليه من دفع أعداد كبيرة من المهاجرين المنحدرين من أصول عربية وإسلامية شرق أوسطية ، عاملين كانوا أم دارسين في كثير من المجتمعات الغربية ومن بينهم أعداد من الذين حصلوا على جنسية تلك الدول ، وإجبارهم على العودة إلى بلدانهم الأصلية خوفاً على حياتهم وضماناً لسلامتهم والتقييد الشديد والمبالغ فيه لمنع هجرة مواطني تلك البلدان إلى الغرب وخاصة منهم الطلاب الراغبين في الدراسة هناك … هذا بالإضافة إلى زيادة هيمنة وسطوة أمريكا سياسياً وعسكرياً وأمنياً على الكثير من الحكومات العربية والإسلامية تحت مبرر محاربة الإرهاب وإلا تعرضت لتهديدات بالحرب وإدراجها ضمن الدول المؤيدة والداعمة للإرهاب ..! . وامتدت تلك الهيمنة والقهر الذي تمارسه أمريكا إلى كل دولة أو حزب أو حركة تحرر وطني في العالم تختلف مع سياسة أمريكا وأهدافها أو يمكن اعتبارها معادية ، على نحو أو أخر ، للتوجيهات والمصالح الأمريكية وهكذا تحولت الأمور بشكل كلي فلم تعد الحرب العالمية تهدف إلى محاربة وضرب الإرهاب والإرهابيين في العالم ، بل أصبحت تتجه إلى محاربة وإخضاع وضرب كل من يقف في وجه السياسة الأمريكية دولاًَ وأحزاباً بل وحتى أفراداً … وبدا واضحاً أن ( الحرب ضد الإرهاب العالمي ) لم تكن إلا مجرد شعار أو ستار يخفى حقيقة الأهداف السياسية والاستراتيجية والمصالح الأمريكية على مستوى العالم ، وفي هذا السياق فإن كثير من المتابعين والمحللين باتوا الآن على قناعة شبه راسخة بأن من تتهمهم واشنطن بالإرهاب قدموا لأمريكا أعظم خدمة ووفروا لها ثمن مبرر وحجة لتحقيق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية والإقتصادية على المستوى العالمي وبدون تلك الخدمة وذاك المبرر ما كان بمقدور أمريكا أن تقوم بكل ما تقوم به على النحو الذي نراه ونسمعه عالمياً .!! . 5- إن الاعتماد على القوة العسكرية المفرطة وحدها ، ومهما بلغ حجمها وجبروتها وقوتها التدميرية الرهيبة واقترانها بسياسة الإملاء والقهر والفرض تحت تأثير التهديد باللجوء إلى العمل العسكري ضد دول وأحزاب ومنظمات وحركات تحررية وسياسية ومؤسسات مالية وخيرية وأفراد وبشكل عشوائي تخميني يخلو من الأسس والمعايير والتصنيف الدقيق القائم على معلومات صحيحة ورصد علمي دقيق وواثق ، في ما يسمى بالحرب الشاملة للقضاء على الإرهاب والإرهابيين في العالم ، لا يمكن له أن يحقق – يقينا – النتيجة المرجوة والنجاح المنشود في استئصال شأفة الإرهاب واجتثاث جذوره وسد منابع دعمه وقوته واستمراره بل على العكس من ذلك تماماً ، فإن أخطاء وتجاوزات وبشاعة ونتائج ضربات الفعل العسكري وحدة ، وهي عادة ما تكون كثيرة ومأساوية ، تؤدي إلى خلق وإفراز وضعين متباينين : الأول : اتساع نطاق التذمر والسخط والنقمة في أوساط وشرائح متزايدة ومتسعة داخل الشعوب بسبب الأضرار والمعاناة والخسائر الفادحة التي تلحق بها نتيجة عشوائية الضربات العسكرية والإجراءات الاستثنائية القاسية غير المدروسة وغير المحددة ، والتي لا تؤذي الإرهابيين بل تؤذي الشعوب بدرجة أساسية ومباشرة ، هذا بالإضافة إلى حالة الإستياء والتذمر والشعور بالمهانة والإذلال التي تتولد داخل أنظمة الحكم والأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية المتهورة . الثاني : وكل ما يحدثه ويفرزه الوضع الأول من أضرار ومعاناة وخسائر فادحة للشعوب والمجتمعات البريئة ، يصب ، تلقائياً ، ويعمل كلياً في خانة ولمصلحة وأهداف ومقاصد الإرهاب والإرهابيين ، ويولد حالة من الشعور بالتعاطف الشعبي معهم ، والإحساس المبهم في ألأوساط الشعبية العامة بأن لهم مبرراً ودافعاً معقولاً يدفعهم ويبرر لهم أعمالهم الإرهابية بالنظر إلى ما تحدثه القوة العسكرية الغاشمة من دمار وخراب شامل وآلاف الآف الضحايا من المدنيين والأبرياء ، واستلاب ومصادرة إرادة وكرامة وسيادة الحكومات على بلدانها بفعل وتأثير التهديد والتلويح باستخدام القوة ضدها . على أن هذا لا يعني بأننا ندعو إلى استبعاد العمل العسكري كلياً وتماماً في مواجهة الإرهاب والإرهابيين ، ولكننا ندعو إلى ترشيده وتقوميه وتقييده بضوابط وفرامل صارمة ودقيقة تضمن له سلامة التوجه والفعل المدروس والدقيق لتحقيق أهدافه المحددة تحديداً واضحاً في ضرب واستئصال الإرهاب وقواعده وأماكن وجوده .