أمريكـــــــا التـــــــــــــي نريــــــــــــــــــــــد ونحــــــــــــب ! الحلقة الاخيرة4 /4/ 2002

مناقشة لرسالة الرئيس الأمريكي لوزير سعودي في الحلقة السابقة بدأنا حديثنا الهادف الى تقديم صورة موجزة وسريعة وعامة، على شكل ملامح أو عناوين عريضة أساسية، لحقيقة الاسلام وجوهره الانساني المتسامي في قيمه ومبادئه وتعاليمه، نهديها لفخامة الرئيس الامريكي في رسالة مفتوحة عبر الصحافة لازالة سوء الفهم والصورة المغلوطة المنطبعة في اذهان العالم الغربي عن الاسلام، واستغرقت الحلقة السابقة بكاملها الحديث حول المحور الأول من محاور محاولتنا تقديم معالم وعناوين تلك الصورة، ويدور حول طبيعة الدعوة الى الاسلام وتعامل المسلمين مع غير المسلمين باختلاف دياناتهم السماوية ومعتقداتهم ومشاربهم ومكوناتهم التاريخية والثقافية، وفق المنهج الذي اراده الله سبحانه وتعالى والزم المسلمين بالتقيد به والعمل بمقتضاه .. وفي هذه الحلقة يتواصل حديثنا استكمالا لباقي محاور الحديث حول هذه القضية بالغة الاهمية والحساسية. المحور الثاني:موقف الاسلام ازاء قضايا الحرب والقتال والعنف والارهاب: يخطئ خطأ كبيرا، بل ويلحق ظلما فادحا بالاسلام الحق والصحيح، كل من ينظر الى الاسلام باعتباره دينا يدعو اتباعه ويحثهم على الحرب والقتال والعنف والارهاب لإكراه الناس واجبارهم على اعتناق الاسلام أو محاربتهم، واذا كنا في الحلقة السابقة قد ناقشا المحور الاول من محاولتنا تقديم الصورة الصحيحة للاسلام، وفندنا خلالها وأثبتنا، بالاستنادلاوالاعتماد على نصوص آيات صريحة وواضحة وقاطعة الدلالة والمعنى من كتاب الله العزيز (( القرآن الكريم)) دون غيره من المصادر الاخرى المعتمدة لدى المسلمين، وذلك تجنبا وتحاشيا ورغبة في عدم الدخول في مسائل وتفصيلات الاختلافات بين المسلمين، وباعتبار ((القرآن المجيد)) المرجعية الوحيدة الاعلى التي يتفق عليها وحولها جميع المسلمين على اختلاف مدارسهم ومذاهبهم واجتهاداتهم بدون استثناء، واثبتنا على نحو قطعي لالبس فيه أن التبشير والدعوة الى الاسلام وقواعد التعامل والتعايش مع جميع الناس غير المسلمين على اختلاف مدارسهم وأفكارهم وتوجهاتهم، تلتزم وجوبا ملزما دينيا، لامفرمنه، بالقواعد السلمية وتحرم كافة وسائل العنف والاكراه والقسر تحريما مطلقا، ليس هذا فحسب بل توجب على المسلمين بأن تكون دعوتهم السلمية الى دينهم قائمة على أقصى درجات الود والتسامح واللين وتحمل ماقد يلاقوه من الاذى والمعاملة القاسية والمعاناة من قبل المخالفين لهم بالصبر والصفح حتى ينالوا اجرهم وثوابهم عند الله سبحانه وتعالى، وفي حالة عدم قدرتهم على تحمل المزيد من ذلك الاذى والمعاناة فليس من حق المسلمين إلااستخذم قاعدة المعاملة بالمثل تماما دون زيادة أو ظلم أو اجحاف بحق الاخرين. فاننا هنا، وفي معرض حديثنا في المحور الثاني المتعلق بموقف الاسلام ازاء مسائل الحرب والقتال والعنف والارهاب، نقول: بأن رسالة الدين الاسلامي التي انزلها الله سبحانه وتعالى للناس كافة على يد نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله منذ خمسة عشر قرنا من الزمان، جاءت بمثابة هدى وهداية ورحمة تنشر السلام والخير والمحبة والتعاون والتراحم، ليس بين المسلمين ولهم خاصة، وانما للعالمين أي للناس كافة وللبشرية كلها بغض النظر عن معتقداتها الدينية واعراقها وثقافاتها وأصولها وألوانها وعلى امتداد عصورها وازمانها،وذلك من خلال تربية دقيقة ومتكاملة لشخصية الانسان تجعله ممثلا ومجسدا وعاملا بكل تلك القيم والمبادئ والاخلاقيات السامية الرفيعة على نطاق تعامله مع أخوانه في العقيدة من المسلمين وايضا وبنفس القدر مع اخوانه في الخليقة من غير المسلمين سواء بسواء.. والحقيقة ان أي مطلع اطلاعا عاما غير متعمق لتاريخ بداية ظهور الاسلام وسيرة رسول الله صلى اله عليه وسلم يدرك ويتبين بسهولة،ودون أي عناء ومشقة، بأن رسول الاسلام العظيم،والتزاما وتقيدا كاملا بمنهج الدعوة الذي رسمه وحدده ربه للمسلمين، كان أقصى ما يريده من مشركي قريش انذاك ويطلبه منهم،هو أن يتركوه وشأنه يدعو الى الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة والحوارية سلميا وبالتي هئ أحسن وألين ألطف، بعبارة أخرى أن يتمتع بحرية الاعتقاد وحرية التعبير بالمصطلحات المعاصرة ، لكنه جوبه من قبل مشركي قريش بمختلف صنوف وأشكال الاذى والاضطهاد والقسر والقمع الجسدي والنفسي هو ومن آمن به وهم نفر قليل، وتحت تلك الضغوط الرهيبة اضطر الى الهروب بعيدا عن قريش باحثا عن ملجأ وماوى تحدد اخيرا في المدينة المنورة أو((يثرب))كما كان اسمها قديما، وحتى مع هجرته بعيدا عن قريش لاحقوه الى((يثرب)) وزحفوا عليه الى هناك بالجيوش لمحاربته وقتاله وتصفيته دمويا هو واتباعه وديانته الجديدة،ولم يكن أمام رسول الله، ازاء هذه الملاحقة والمطاردة واحتشاد الجيوش المسلحة للقضاء عليه مع اتباعه هناك، سوى خيار واحد لاثاني له وهو استخدام  حقه المشروع في الدفاع عن النفس لمواجهة ومقاومة هذا الغزو العدواني العسكري الزاحف اليه من آلاف الكيلو مترات.. والمؤكد على وجه القطع واليقين أنه لولا تلك الملاحقة والمطاردة والغزو العسكري الذي استهدف القتال والحرب والعدوان، والذي تحمل الرسول والمؤمنون القلائل معه، صنوفا من الأذى والاضطهاد بالصبر والتحمل تحاشيا للقتال والحرب، لَما رفع رسول الله والمؤمنون به سيفا للحرب والقتال أبدا، ولكنه أُجبر وأُكره على رفع السيف والقتال دفاعا عن النفس وحقه في الحياة رغم أن قوة المعتدين عليه تفوق عدد المقاتلين معه بعشرات المرات.. ولا نقوم بعمل من أعمال أوأساليب السعي التسويقي والدعائي الهادف الى الترويج للاسلام، بل اننا نكون ملتزمين التزاما أمينا وصارما بالحقيقة المجردة،اذا قلنا بأن الاسلام جاء، أساسا، من اجل تأكيد وبنأء وترسيخ منظومة متكاملة من الاسس والمقومات الاستراتيجية تبنى عليها ووفقا لها حياة انسانية جديدة ومتميزة وايجابية للبشر جميعا تحقق الاهداف الكبرى التالية: *نشر السلام والأمن والاستقرار. *انهاء وتحريم كافة اشكال وصور الاقتتال والحروب والعنف وسفك الدماء والعدوان. *الدعوة والعمل على قيام تعاون بين الناس كافة على الخير والبر والتقوى لما فيه تحقيق الرفاهية والعدالة والوئام والمحبة بين بني البشر كافة وبدون استثناء، بل والتعاون على نحو أخص، لمواجهة العدوان والمعتدين ومنع اللجوء الى استخدام وسائل العنف والقوة المسلحة أيا كان نوعه والقائمين به. *اعطاء حياة الانسان، بصرف النظر عن أصله وفصله وجنسه ودينه،المرتبة الأولى والارفع من سلم القدسية والحرمة، والتحريم المطلق لقتل النفس الانسانية، واعتبار قتل النفس الانسانية من ابشع وافظع الجرائم المؤدية الى غضب الله الخالق جل جلاله، واجاز قتل النفس الانسانية بالحق، والحق الالهي هنا، وكما حدده خالق الناس كافة، المجيز لقتل النفس ينحصر في حالتين اثنتين لاثالث لهما: الأولى القصاص الشرعي بمعنى وجوب قتل من يقوم بجريمة قتل انسان اخر متعمدا بعبارة أخرى(( النفس بالنفس)) والحالة الثانية رد الاعتداء المسلح والدفاع عن النفس.. وخارج هاتين الحالتين المحددتين بوضوح فان قتل الانسان مُحرم تحريما قاطعا ونهائيا.. هنا يتضح أن الدين الاسلامي جاء أساسا لحفظ الحياة وحمايتها واستمرارها،ولم يأت بهدف قتل الحياة وتدميرها واباحتها، وهاكم الأدلة والبراهين التي تثبت ذلك وتؤكده من خلال نصوص بعض آيات القرآن الكريم على نحو كامل، ثم مانورده من بعض الاستشهادات الاخرى المستقاة من مصادر أخرى وثائقية أو وقائعية وذلك على النحو الاتي: قال الله تعالى في القرآان الكريم: ((ولاتقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما))(( ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين)) ((من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أوفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما أحيا الناس جميعا)) (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)) ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا، ان الله لايحب المعتدين،واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم،والفتنة أشد من القتل،ولاتقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه،فان قاتلوكم فاقتلوهم، كذلك جزاء الكافرين،فان انتهوا فان الله غفور رحيم،وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله،فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين.الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص،فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين)) (( ألم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله،قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا،قالوا ومالنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين)) ((ومالكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)) (( فقاتل في سبيل الله لاتكلف الا نفسك وحرض المؤمنين،عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا،والله أشد بأسا وأشد تنكيلا)) ((ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء، فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله،فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولاتتخذوا منهم وليا ولانصيرا الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم،ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم، فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)) (( يا أيها الذين آمنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولاتقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة)) (( ولايجرمنكم شنئان قوم ان صدوكم عند المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان، واتقوا الله ان الله شديد العقاب)) (( الذين عاهدتم منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لايتقون، فأما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون، واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء، ان الله لايحب الخائنين، ولاتحسبن الذين كفروا سبقوا أنهم لايعجزون،واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، واخرين من دونهم لاتعلمونهم، الله يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وأنتم لاتظلمون وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم)) (( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين)) (( آذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير،الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا أن يقولوا ربنا الله))(( وان احدا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه)) (( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله، ان الله لعفو غفور)) (( فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف)) ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال وهو رافع يديه وناظرا الى الكعبة المشرفة بيت الله الحرام مامعناه أنه وبرغم حرمة وعظمة وشأن الكعبة عند الله الا أن هدمها حجرا حجرا أهون عند الله من ترويع مؤمن! والواقع أنه فيما يتعلق بقضية الارهاب، فان أي دارس أو باحث منصف ومتجرد وموضوعي للاسلام وأحكامه وتعاليمه وغاياته، سوف يتبين له بوضوح أن مفهوم الارهاب ونطاقه واسع للغاية والى درجة غير مسبوقة لافي الماضي ولافي الحاضر، ولايقتصر مفهومه ونطاقه في الاسلام على مجرد قتل مدنيين مسالمين ابرياء فحسب، بل يمتد لتشمل نواح ومجالات لم يتصورها عقل ويمكن اجمال المفهوم الاسلامي للارهاب في المعالم والملامح الرئيسة التالية: 1ـ تخويف وترويع وقهر واذلال وتعذيب أي انسان بمختلف الصور والاشكال، وقتل الانسان مدنيا كان أم عسكريا مالم يكن المقتول ضمن جيش محارب قام بالعدوان ومن خلال معارك حربية دائرة بالفعل، ولو قام افراد من ذلك الجيش المعتدي بالتوقف عن القتال والانسحاب من القتال حتى مع بقاء الحرب محتدمة فان الاسلام يمنع ويحظر على اتباعه تعقب المحاربين المنسحبين من ميدان القتال، والأهم من ذلك أن الاحكام التي استنبطها بعض فقهاء الاسلام تقضي بتحريم انواع من الاسلحة المؤدية الى قتل جماعي بل ولأكثر من شخص واحد، ويحرم الاسلام استهداف غير المحاربين بالقتل أو الحبس أو الترويع حتى وان كان منهم افرادا ينتمون الى الجيش المعتدي، لأن الاستهداف ينبغي أن يقتصر على من يشارك فعليا ومباشرة في القتال الاشتباكي الميداني فقط، ويدخل ضمن هذا النطاق تحريم اساءة معاملة الاسرى ووجوب معاملتهم معاملة انسانية رحيمة تحفظ كرامتهم وشرفهم وتوفر لهم المأكل والمشرب والملبس اللائق، وعدم جواز استمرار حجزهم واسرهم الى أجل غير محدد بعد أن تضع الحرب أوزارها.. 2ـ الاخلال بتوازن البيئة والحياة الفطرية الطبيعية بما في ذلك تدمير وتلويث البيئة والطبيعة بالمفهوم الشامل، لأن الله سبحانه وتعالى خلق جميع اشكال وأنواع المخلوقات والكون بما فيه من خيرات وثروات ومصادر حياة واستمرار حياة الانسان وسائر المخلوقات بمقادير موزونة وبالغة الدقة والتوازن بحيث ان كافة مظاهر واشكال المخلوقات تعتمد في حياتها واستمرارها على بعضها البعض بترابط عضوي وثيق، وأي تأثير على واحدة منها يخل اخلالا مباشرا بكامل المنظومة البيئية الطبيعية ويدمرها، ولهذا نهى الله سبحانه وتعالى عن التبذير والاسراف في حياة ومعيشة الانسان على الأرض، فحرم اصطياد الحيوانات والطيور مثلا الا في حدود تلبية حاجة الانسان الحياتية الضرورية، وحرم صيدها بالكامل لمدة أربعة أشهر حرم متتالية هي فترة التوالد والتكاثر في الحياة البرية، وحرم قطع الاشجار الا لحاجات ملحة ووفق قوانين وشروط تحافظ على بقائها واستمرارها، بل ذهب الاسلام الى حد بعيد جدا فجعل سوء وبشاعة معاملة  الحيوانات وقسوتها كافية لعذاب مرتكبيها في نار جهنم حيث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال مامعناه دخلت امرأة النار في هرة ـ أي بسبب قطة ـ حبستها فلاهي اطعمتها ولاهي تركتها تبحث لنفسها عن طعام! وجعل الاسلام أقسى عقوبة في حق كل من يفسد في الأرض ويسعى في خرابها فقال الله سبحانه في القرآن الكريم: (( ولاتفسدوا في الأرض بعد اصلاحها)) وقال(( واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لايحب الفساد)) وقال(( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)) وقال ايضا(( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض،ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم)) ويدخل ضمن اطار هذه الجريمة المدمرة استخدام كافة انواع السموم والمبيدات والملوثات الكيميائية التي تدمر التوازن الحياتي في الكون والبيئة وتفسد الحياة بكاملها على الأرض، اضافة الى القطع والابادة الرهيبة للغابات والاشجار لاشباع نهم الثراء الفاحش على حساب البشرية كلها.. كما تندرج عمليات الاستنزاف الجنوني المريع للحياة البحرية والبرية بدافع الغنى والثراء الفاحش دون اكتراث بمستقبل الحياة الانسانية في هذا الكون ضمن اطار الجريمة الكبرى وهي الفساد في الأرض.. 3ـ ممارسة اشكال الظلم والاضطهاد والاستغلال ومصادرة حقوق الانسان وحرياته وضرب الانسان وتعذيبه واهانته واذلاله، كلها وغيرها مما في حكمها، يعتبرها الاسلام ارهابا تجب مواجهته ومحاربته وتوجب توقيع أقصى العقوبات الالهية بحق مرتكبيه فهل بعد كل هذه الأدلة والبراهين الواضحة والقاطعة من يتجرأ ويتهم الاسلام بالعنف والقتل والارهاب لاخضاع الناس وقهر ارادتهم ؟ وهناك شواهد وتجارب ووقائع عملية للمسيرة التاريخية للاسلام والمسلمين تتجلى من خلال النقاط التالية: 1ـ قامت رسالة الدين الاسلامي على محور استراتيجي رئيسي مؤداه ان الاسلام رسالة هداية ورحمة وخير وسلام للعالمين أي للناس كافة بدون استثناء أو تمييز، دعوة سلمية منهجها الحوار  والنقاش والاقناع والاقتناع بأعلى درجات الحكمة والهدوء واللين والرحمة والحب دون فجاجة أو تعصب أواحتداد مع المراعاة الدائمة والجوهرية لمبدأ حرية الاعتقاد بعيدا عن الارهاب أوالقهر أو الاكراه ولهذا فقد شدد الاسلام على تأكيده المستمر والقاطع على نهي المسلمين نهيا حاسما لالبس فيه ولاغموض بعد م اللجؤ الى اساليب العنف والقتال والعدوان وإن هم اضطروا للقتال اضطرارا ففي حالة واحدة فقط لاغير وهي رد العدوان وحق الدفاع المشروع عن النفس ولهذا فان  المسلمين منذ بداية دعوة الاسلام على يد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحتى انتقاله الى الرفيق الاعلى لم يرفعوا سيفا ولااشعلوا حربا ولا بادروا الى عدوان وكل حروبهم ومعاركهم انحصرت في صد العدوان الواقع عليهم والساعي اليهم ودفاعا عن انفسهم وحتى في سائر الفترات التاريخية التي اعقبت وفاة الرسول الكريم فان كل الحروب والمعارك التي خاضها المسلمون إما مواجهة وصداً لحروب عدوانية مفروضة عليهم او لاسباب وبواعث ودواعي حماية كيانهم السياسي الوليد((الدولة) ودفاعا عنها ورغبة لامتداد وتوسع دولتهم وهي اسباب ودواع وبواعث ذات طبيعة سياسية اقتصادية استراتيجية لاعلاقة لها بالاسلام كدين ولابتعاليمه ومقاصده الاساسية وان كان القائمون بها مسلمين وذلك لأن الاسلام باعتباره رسالة هداية وخير ورحمة وسلام وأمان موجهة للبشرية كافة فانه ينظر الى العالم وعلى امتداده بأكمله دولته ونطاق حركته السياسية ودوره سلمياً وحواراً واقناعاً واقتاعاً دون فرض أو قهر أو اكراه. 2ـ ان المسلمين منذ ظهور الاسلام قبل ما يقارب خمسة عشر قرنا من الزمان وحتى اليوم هم الوحيدون دون غيرهم جميعا الذين جسدوا بسلوكهم وأفعالهم قبولهم واحترامهم ويجلون كافة انبياء الله ورسله ورسالاته يفعلون ذلك في تنشئة وتربية وتثقيف ابنائهم ويسمون ابنائهم وبناتهم بأسماء جميع رسل الله وانبيائه مثل نوح وابراهيم واسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومريم وداود وسليمان ويوسف وهارون.. الخ، كما ان بعضهم يحملون اسماء مثل ((همرشولا)) و((لينين))و((أفلاطون))و ((غاندي))و(( نهرو)) و((انديرا))و((فالنتينا))و((ديجول)) وغيرهم، وفي المقابل فاننا لانجد حالة واحدة من بين جميع اتباع سائر المعتقدات الدينية في العالم اجمع سمى احد فيهم باسم نبي الاسلام محمد (ص) أو واحد من اهل بيته مثل((فاطمة)) أو((علي)) أو((خديجة))أو((حمزة)) أو(( أبو بكر))أو((عمر)) أو((عثمان)) مطلقا لم يحدث مثل هذا فمن هو العبقري والمتعالي وغير القابل بالتعايش مع الاخرين؟! 3ـ وعلى امتداد مسيرة المسلمين التاريخية قرابة خمسة عشر قرنا من الزمان لم يسجل التاريخ قيام المسلمين مثلا بإبادة ملايين البشر من سكان ارض اصليين أو استرقاق واستعباد ملايين البشر من السود وإبادة اعداد كبيرة منهم بسبب التجويع والتعذيب والقتل الاستعبادي للانسان، والمسلمون لم يضربوا المدن اليابانية المكتظة بالسكان بالقنابل الذرية ولم يتسببوا في افساد وتلويث وتدمير البيئة الطبيعية في البحر والبر والجو بما اصبح يهدد الوجود الانساني برمته على كوكبنا الارضي بالانقراض. والحقيقة ان السجل التاريخي للمسلمين يحفل بالكثير مما يمكن ان نفاخر به  من المواقف والاعمال والممارسات المشرقة بدءاً بتأكيد وكفالة حرية الاعتقاد وحماية اتباع المعتقدات الدينية الاخرى في حياتهم وحقوقهم وادارة شئونهم وفق عقائدهم وفي نشر المعرفة والعلوم والثقافة على أوسع نطاق والعمل المتواصل من أجل بناء حياة التمدن والحضارة لدى الشعوب والامم التي وصل اليها المسلمون بل واشراك ممثلين من أتباع المعتقدات الاخرى في الحكم بتمكينهم من احتلال مواقع قيادية عليا ومهمة ومُحاربة مختلف اشكال التفرقة والتمييز على أساس العنصر أو العرق أواللون أو المعتقد وغير ذلك من المواقف والممارسات والمبادئ التي أكدها واعترف بها الكثيرمن المستشرقين المنصفين للمسلمين عبر مراحل تاريخهم الممتد. والحقيقة أننا لانستطيع هنا أن نغوص في خضم من التفاصيل والأحداث والمواقف والسلوكيات التي يحفل بها السجل التاريخي للمسلمين حتى لانحمل الصحيفة أكثر مما يحتمله الحيز المخصص لمقالة فيها ولانشق على القارئ الكريم ونفرض عليه مالايطيق فمثل تلك الوقائع التاريخية مبثوثة في صفحات مئات الكتب والمراجع الزاخرة بها مختلف المكتبات في العالم. على أننا نكتفي هنا بالاشارة الى تجربة عملية واقعية معاصرة تعد من وجهة نظرنا انموذجا بارزا ومشرقا يبرهن على سمو العقلية السياسية التي اسسها الاسلام وصاغها وفق قيمه ومبادئه وتعاليمه الرئيسة ونبل منهجيتها في التعامل ازاء مختلف قضايا ومشكلات الصراعات السياسية والاجتماعية على نحو ايجابي يتميز، وشعور عال بالمسئولية وثقل الامانة الجسيمة التي يتحملها الحاكم ويعمل بمقتضاها ورغم أن تلك التجربة التي نريد الاشارة اليها كنموذج مشرق لم تنل ما تستحقه من الاهتمام والابراز والعرض ولو بمستوى الحد الادنى الا أنها جديرة بالتسجيل على صفحات التاريخ الانساني الخلاق والمثمر ونعني بها تجربة الاشقاء في سلطنة عمان التي ارساها وصمم منهجها واسلوبها وقاد دفتها السلطان قابوس بن سعيد في التصدي والمواجهة والتعامل مع ما يسمى بالارهاب أو العنف السياسي المسلح والمنظم فالكل يعلم أن سلطنة عمان واجهت منذ أوائل السبعينات وماتلاها حركة سياسية معارضة ومنظمة انتهجت العنف والصراع الدموي المسلح اسلوبا لها ضد النظام الحاكم حيث تهيأت لها عوامل دعم ومساندة وتمويل دولي واقليمي من قبل المعسكرالشرقي الاشتراكي انذاك واستطاعت تلك الحركة ان تمتد وتتوسع الى حد باتت تحكم سيطرتها على الجزء الاكبر من اراضي السلطنة وأصبحت تهدد النظام الحاكم تهديدا جادا بالسقوط وكانت بالفعل على مشارف السيطرة على الحكم ، ورغم ان كثير من المراقبين سادهم الاعتقاد بأن النظام الحاكم فقد كل عوامل القدرة على الصمود والبقاء وان مصيره الانهيار الوشيك حتما، لكن السلطان قابوس ببصيرة نافذة كان له رايا اخر مختلف تماما حيث رسم استراتيجية متكاملة وواضحة المعالم والأهداف في التصدي للخطر الداهم ومواجهة العنف السياسي المسلح والمدعوم دوليا وراح ينفذ رؤيته واستراتيجيته من خلال التحرك على عدة محاور. * استقدم قوات عسكرية من جارته((ايران)) أبان حكم الشاه واستعان بخبرات ومساعدات عسكرية متعددة المصادر ليواجه بها التصعيد والامتداد والتوسع المسلح والمدعوم من اطراف اقليمية ودولية عديدة. * الشروع في عملية اصلاحات وتغييرات داخلية على مختلف الاصعدة والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والادارية بهدف تحقيق اقصى قدر ممكن من التطوير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بهدف رفع مستوى المواطنين وتحسين ظروف حياتهم ومعيشتهم. * فتح قنوات ووسائل الاتصالات والحوار والتفاهم مع خصومه واعدائه دون حدود وتقييدات لاقناعهم بالعدول عن اسلوبهم ومنهجهم القائم على العنف والتدمير والتخريب الذي لاتستفيد منه البلاد ولايعود عليها بالخير والتأكيد المستمر لهم بأن بلادهم بحاجة ماسة الى جهود وعمل واخلاص كل فرد من افرادها وبامكانهم العودة للمشاركة الفعالة والايجابية في تطوير وتنمية ونهضة وطنهم وان الباب سوف يبقى مفتوحا دائما أمامهم متى ماقرروا المشاركة والاسهام الفعال في بناء بلدهم ووضع اسس ومقومات نهضتها وتطويرها الحضاري. * عدم الافراط في استخدام القوة ووضع ضوابط وقيود مدروسة ودقيقة لكيفية اللجوء الى القوة ومجالات استخدامها ومتى يمكن استخدامها بما يضمن عدم تعرض المدنيين والمواطنين الابرياء لاضرار وخسائر وذلك حرصا على تحاشي توسيع نطاق الضرر والمعاناة وزيادة السخط والتذمر الشعبي ضد الحكم والعمل الدؤوب لحصر وتضييق التعاطف الشعبي مع المعارضة المسلحة كرد فعل لأخطاء التصرفات الحكومية وسوء استخدامها للقوة وشمولها للمعارضين والابرياء دون تمييز بل وتضرر الابرياء بأكثر من المعارضين وهو ما كانت المعارضة تتمناه دائما. ولم تمض سوى سنوات قليلة جدا على أثر تحرك السلطان قابوس ضمن اطار هذه المحاور الاستراتيجية الاربعة وبشكل متزامن ومتضافر حتى كانت المعارضة المسلحة المنظمة والمدعومة دوليا والتي اتخذت لنفسها اسم الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي قد عادت بكامل قيادتها وكوادرها ومقاتليها وافرادها الى وطنها حيث تولت كل دفعة من دفعات العائدين تباعا وعلى التوالي تتولى مهمة التفاهم والاقناع لمن لم يعودوا بعد، وهكذا، ولم يعرف ان السلطان قابوس اخضعهم لمحاكمات عسكرية أو اجراءات عقابية انتقامية من أي نوع بل على العكس من ذلك تماما استفاد من كل الكفاءات والقدرات والمؤهلات والخبرات ووظفها احسن توظيف وبوأهم ارفع المناصب والمواقع القيادية الرئيسة في الدولة وسائر مؤسساتها ومرافقها واجهزتها مفسحا المجال واسعا امام دورها واسهاماتها وابداعاتها وقدراتها في عملية البناء والتنمية والنهضة الشاملة حتى اصبحت سلطنة عمان في خطواتها وقفزاتها الثابتة والواثقة على طريق التقدم والنمو والنهوض المتكامل والمتسارع نموذجا يحتذى، وقدوة تبعث على الاحترام والاعجاب والثناء في جديته ومثابرته وعظمة انجازاته وعقلانيته وواقعيته وتواضعه وليس من المبالغة القول ان سلطنة عمان انطلقت في بنائها النهضوي المدهش من الصفر لتصل اليوم الى مستويات عالية ورفيعة قائمة على اسس صلبة وثابتة وواثقة ولنا جميعا أن نتخيل ماذا كان سيكون مصير ومستقبل عمان لوان السلطان قابوس اكتفى باسلوب القوة المسلحة وحدها في المواجهة أو أختار اللجوء الى اجراءات انتقامية ثارية دموية وتنكيلية أو أعتبر خصومه واعداءه خونة ومجرمين وجردهم من كل حقوقهم وانسانيتهم وعزلهم تماما وجردهم من أي دور أو اسهام أو مشاركة ضمن عملية اعادة تقويم لرؤيتهم ومناهجهم ومعتقداتهم ودورهم في الحياة الايجابية، ان هذه التجربة وهذا النموذج العماني الذي اخترناه كمثل ونموذج معاصر اردنا من خلاله أن نؤكد على نجاح الدين الاسلامي في بناء صياغة عقلية سياسية منهجية متوازنة وانسانية وايجابية وخيرة ومسئولة بل وناجحة ايضا في مواجهة اعقد المشكلات واخطر الازمات الانسانية بوسائل بناءة ومثمرة واخيرا وقبل ان اختتم مناقشتنا لرسالة الرئيس الامريكي لوزير سعودي في هذه الحلقة الختامية.. نود أن نؤكد على جملة من الحقائق الرئيسة وأهمها: *ان احداث 11 سبتمبر الارهابية المأساوية وبرغم بشاعتها ووحشيتها وبرغم توظيفها من قبل الآلة الاعلامية الدعائية العالمية بمايشوه صورة الاسلام الحقيقية ويسيء الى سمعة المسلمين في العالم إلا أنها ومن قبيل رب ضارة نافعة اسهمت في طرح مسالة الحوار والفهم والتفاهم المتبادل بين الغرب والمسلمين على نحو أكثر الحاحا وضرورة من ناحية وطرح ضرورة قيام المسلمين بحركة اصلاح وتجديد ديني شامل من شأنها ازالة الصورة المشوهة والظالمة المأخوذة عن الاسلام وتوضيح الصورة الحقيقية والصافية للاسلام وجوهر تعالميه الانسانية الاصيلة والمشرقة. * ان مبادرة فخامة الرئيس الامريكي جورج بوش بارسال رسالة الى وزير الحج والاوقاف السعودي للتحاور والنقاش حول قضايا جوهرية تتصل بالاسلام وتعاليمه والارهاب والعنف والعنصرية وروح العداء والكراهية ..الخ.. تعتبر مبدأ عظيما في ايجابيته وجدواه وأهميته في تحقيق التفاهم والتعاون والامن والسلام العالمي على قاعدة الحوار والاقناع والاقتناع بعيدا عن اسلوب الاملاء والفرض والتهديد باستخدام القوة والغاء الاخرين، وبقدر ماخلفته الرسالة من ارتياح واستبشار وسعادة فاننا جميعا نتمنى ونرجو أن يكون اسلوب الرسالة منهجا في رسم وتسيير السياسة الامريكية العالمية لصالح البشرية ورفاهيتها وأمنها وسعادتها. * ولقد آن الاوان الان بكل الحاح ودون تاجيل البدء بتدشين عملية حوار شاملة ومتعمقة ومتعددة الاطراف حوار اسلامي – اسلامي- بين مختلف مذاهب وفرق ومدارس وطرق المسلمين للخروج بصيغة مشتركة متفق عليها حول الاسلام الصحيح ورؤيته الحقيقية للحريات العامة وحقوق الانسان وموقفه من الارهاب والعنف وتعامله مع اتباع المعتقدات الدينية والوضعية الاخرى ومنهجه في الدعوة السلمية نطرحه امام العالم اجمع ونحتكم اليه وحوار اسلامي غربي يزيل سوء الفهم ويصحح الصور والانطباعات المغلوطة والمشوهة تجاه بعضهم البعض للخروج بكلمة سواء أو صيغة تفاهم تحدد اسس وأساليب العلاقة والتعاون والتعامل بينهما.. وحوار ديانات وحضارات وثقافات عالمية تخلص الى وثيقة عالمية تحدد الارضية المشتركة لتعاون وتفاهم الجميع واسس وأساليب العلاقة والتعامل التي يجب أن تسود بينهم جميعا.. وبعبارة أخرى مختصرة حوار شامل وعميق ومتعدد الاطراف والمجالات يفضي الى ارضية لقاء مشتركة بين البشرية جمعاه في محاربة الشر والفساد والارهاب والفقر والظلم وفي التعاون على الخير والنماء والتطور والسعادة والاطمئنان والسلام والأمن للانسان أي كان وأينما كان.. ذلك هو كل مانريده ونسعى اليه وهو مانريد من أمريكا أن تجسده وتتبناه وهو دورها التاريخي الذي نحب ونتمنى.. فهل تفعل أمريك ا؟ ذلك مانأمله والله وحده الموفق..

موضوعات ذات صلة