مناقشة لرسالة الرئيس الامريكي لوزير سعودي في بعض جلسات المقيل وما يتخللها، عادة من حوارات ونقاشات مستفيضة ومتعددة الجوانب والهموم، وتلك هي أبرز ما يميز جلسات القات في المجتمع اليمني، لاحظ أخوة اعزاء تغيرا حادا وجوهريا في مضامين ومنحى سلسلة المقالات التي نشرتها في بعض الصحف المحلية مثل (( الامة)) و((الوحدوي)) و (( الشورى)) و((الثقافية)) منذ الأحداث الارهابية المشئومة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الامريكية يوم 11سبتمبر العام الماضي وماتلاه حتى الان، كانت المقالات التي أعقبت تلك الاحداث المأساوية مباشرة تنحو منحى واضحا في ادانة وشجب أحداث 11 سبتمبر الارهابية واستنكارها استنادا الى اعتبارات دينية اسلامية وأخلاقية وسياسية لا لبس فيها ولا غموض مع ابداء المواساة والتعاطف مع الشعب الامريكي ومساندة الحق الكامل والمشروع لأمريكا في تعقب ومعاقبة الارهابيين المسئولين عن تلك الاحداث الاجرامية اللا انسانية تخطيطا وتمويلا وتنفيذا ومساندة..وبعد فترة من الزمن لاحظ اخواني الاعزاء أن المقالات اللاحقة والمتتالية حتى الان اتخذت منحى معاكسا في الاختلاف والمغايرة النقدية غير المتفقة تماما مع السياسة والنهج والمواقف الامريكية التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر وكردود فعل لها، وعلى نحو بدت تلك الكتابات وكانها معادية عن قصد مسبق لأمريكا.. والواقع أن مالاحظه الاعزاء صحيح تماما من الناحية الشكلية، وغير صحيح من ناحية المضمون، حيث لم يحدث، فيما أرى، أي انقلاب أو تغيير في المنحى والمضمون لكلا الحالتين، ففي الحالة او الموقف الاول مازلت عند موقفي الثابت في ادانة وشجب واستنكار الارهاب عامة والاحداث الارهابية التي تعرضت لها امريكا يوم 11 سبتمبر الماضي خاصة وهي ادانة مبدئية غير قابلة للتغير أو التحول، ولاازال عند موقفي في التعاطف مع الشعب الامريكي وحق امريكا المشروع في ملاحقة المتسببين وتقديمهم الى العدالة لينالوا ما يستحقونه من عقاب لفعلتهم الاجرامية الشنيعة.. ولا يزال موقفي ثابتا دون تغيير في الحالة الثانية المختلف وغير المتفق بل والمستنكر لسلسلة الاجراءات والمواقف والخطوات والممارسات التي انتهجتها وتنتهجها الادارة الامريكية في ردود افعالها ازاء احداث 11 سبتمبر ، وهي سلسلة طويلة ومتداخله ومتصادمة بعضها ببعض، ومنها على سبيل المثال: أ)عدم التحديد الواضح والدقيق لأهداف ومجالات حقها المشروع في تعقب وملاحقة وضرب الارهابيين المسئولين عن احداث 11سبتمبر سواء بالتخطيط او التمويل او التنفيذ او المساندة والحماية والدعم، والاستهتار وعدم المبالاة والاهتمام باقناع سائر دول العالم والرأي العام العالمي بالشواهد والادلة والبراهين الدامغة القاطعة التي تثبت مسئولية أولئك الارهابيين ومن هُم ومناطق تواجدهم بحيث يتحدد بكل وضوح ودقة المجالات والاهداف للفعل الامريكي المشروع في تعقبهم ومعاقبتهم وضربهم ، بل ان امريكا، كما يبدو، تعمدت اضفاء صفة الابهام والغموض وعدم التحديد الدقيق لأهداف رد فعلها المشروع ، وتركه مفتوحا وقابلا للاتساع والزيادة باستمرار، دون تقيد بضوابط ومرجعيات دولية وقانونية وسياسية واخلاقية مشروعة، وهو ما يجعل الباب مفتوحا على مصراعيه لاستثمار وتوظيف احداث 11 سبتمبر الارهابية وحق امريكا المشروع في الرد الكامل عليها، خدمة لأغراض ومصالح وحسابات سياسية تخص الاستراتيجية الامريكية العالمية. ب) التجاهل المتعالي والمتعمد لنداءات ومطالب مختلف دول العالم والرأي العام الدولي والداعية الى وضع تعريف وتوصيف واضح ودقيق وشامل لماهية الارهاب والاعمال الارهابية والارهابيين يكون مرجعا مشروعا متفق عليه تحتكم اليه مختلف دول العالم وتحاكم وفقا له وعلى أساسه، وهو ما سيدفع كثير من دول العالم الى استغلال شعار الارهاب ومحاربة الارهاب والارهابيين استغلالا سيئا ومعاكسا لتصفية حسابات وخصومات سياسية داخلية والتوسع في القمع والاضطهاد وانتهاك الحريات وحقوق الانسان وضرب مطالب وحقوق سياسية وثقافية تخص الاقليات العرقية والدينية والقومية داخل نطاقها وهو مابدا يحدث للاسف الشديد من قبل بعض دول العالم بعد ان اصبح شعار الحرب ضد الارهاب والارهابيين شعارا سائدا ومهيمنا على الصعيد العالمي بأسره.. ج) التوسع اللامتناهي للاجراءات والخطوات والمواقف الامريكية تحت العباءة المطاطة لحجة محاربة الارهاب في العالم لتشمل افرادا وشركات ومؤسسات مالية واقتصادية وثقافية وخيرية بل ودولا واحزابا ومنظمات سياسية على امتداد العالم كله دون أن تقدم للرأي العام العالمي ما يدعم ويؤكد ذلك التوسع في المواقف والخطوات والاجراءات الامريكية من الادلة والبراهين والحقائق المدللة على صدق الادعاءات ضدها وعدالة ماتتعرض له من اجراءات عقابية، ناهيك عن غياب أية مرجعية دولية مشروعة ومحايدة تفصل في تلك الادعاءات وتصدر حكمها العادل المجرد عن الاغراض والاهواء بحقها، بالاضافة الى ما بدا يتوضح، مؤخرا، من طابع وخلفيات سياسية وراء ذلك التوسع الامريكي اللامتناهي في الاتهامات والاجراءات العقابية دون احكام قضائية نزيهة، حيث اطلق كبار مسئولو الادارة الامريكية تصريحات تتحدث عن أن أمريكا لن تسمح لأي دولة من دول العالم بامتلاك أسلحة (( دمار شامل)) حسب تعبيرها، وسعي أمريكا الى تحقيق هدف بناء نظام عالمي جديد لا يوجد فيه دولة تعارض أو تعادي امريكا التي لم تخف استعدادها للتدخل العسكري المباشر للقضاء على أي نظام سياسي معاد لها في العالم! وعلى ضوء هذه الامثلة الرئيسية لانجد أي تعارض أو تغاير بين موقفنا الأول في ادانة الارهاب والارهابيين والتعاطف والوقوف الى جانب امريكا في حقها المشروع لملاحقة ومعاقبة وضرب الارهابيين المتسببين في احداث 11 سبتمبر الماضي في أي مكان وجدوا فيه من العالم .. وموقفنا الثاني في نقد وادانة توجهات السياسة الامريكية الهادفة الى قهر وضرب دول العالم وشعوبه لمجرد عدم اتفاقهم مع توجهات ورغبات السياسة الراهنة لأمريكا وبالتالي بسط نفوذها وسيطرتها بالقوة العسكرية على العالم بالتنافر والتناقض الكلي مع كافة المواثيق والعهود والقوانين والاعراف الدولية السائدة .. وفي الموقفين معا فانه يهمنا كثيرا أن نؤكد، بما لايدع مجالا لشك، اننا لاننطلق من ادنى منطلق عدائي تجاه الولايات المتحدة الامريكية، اذ لايوجد عامل واع ومنطقي وموضوعي يمكنه أن يقف موقفا عدائيا تجاه امريكا لمجرد هوى أو رغبة في العداء، فأمريكا من حيث هي أعظم قوة في العالم وبما تملكه من طاقات وامكانيات وقدرات اقتصادية وعلمية وتكنولوجية وثقافية ينبغي ان تكون حاملة وداعية لرسالة انسانية حضارية سامية في العالم باسره قوامها السلام والاخاء والمساواء والحرية والتعاون بين بني البشر كافة بتعدد واختلاف اعراقهم واجناسهم ودياناتهم وثقافاتهم وبما يكفل أمن واستقرار ورفاهية الانسان على الارض، وهي وحدها المؤهلة والقادرة، لاعتبارات حجمها ومكانتها وما تملكه من قوى وطاقات هائلة، على لعب الدور الرئيسي في ضمان أمن وسلام واستقرار ورفاهية البشرية كلها، وتلك مسئوليتها التاريخية الكبرى، أما اذا انزلقت أمريكا واتخذت لنفسها دورا يقوم على منطق القوة والتهديد والقهر والاخضاع لدول العالم وشعوبه، فان النتيجة المحتمة لذلك ـ حينها ـ ستكون عالما مشتعلا بالفتن والاضطراب والحروب والدمار تختفي من ارجائه القيم والمثل العليا السامية التي تعارفت البشرية على احترامها والاهتداء بمضامينها الخيرة والعمل المشترك من أجل اعلائها والاحتكام الى ضوابطها ونظمها ومقتضياتها .. وفي اطار هذا السياق فقد قادتني مصادفة طيبة الى الاطلاع على ترجمة لبرقية أو رسالة من الرئيس الامريكي جورج بوش موجهة الى الشيخ صالح ال الشيخ وزير الشئون الاسلامية السعودي بحسب نص الترجمة ل(( مذكرة دبلوماسية)) كما ورد في النص الذي نشرته صحيفة ((17 يوليو)) الصادرة بصنعاء بتاريخ 27 يناير 2002م في العدد رقم ((160)) وحسنا فعلت الصحيفة مشكورة بنشرها لنص المذكرة الدبلوماسية المشار اليها انفا وبهذا النشر علمتُ لأول مرة عن تلك المذكرة التي أشارت الصحيفة الى أن كاتبها هو ((الصحفي المقرب الى الادارة الامريكية توماس فريدمان، معبرا بها عما يدور داخل الاوساط الامريكية تجاه المدارس الدينية في دول العالم الاسلامي ونشرتها صحيفة (( نيويورك تايمز)) الامريكية بتاريخ 12 ديسمبر الماضي)) وبصرف النظر عمن تولى الكتابة المباشرة للمذكرة أو الرسالة فالمعروف أن زعماء دول العالم لايكتبون، عادة رسائلهم أو خطاباتهم أو تقاريرهم مباشرة بأنفسهم الا في النادر، المهم في الامر أنها موقعة ومنسوبة باسم الرئيس الامريكي، وتكتسب أهمية بالغة للغاية سواء لأسلوبها أو مضمونها أو مدلولاتها ومغازيها.. وعلى الرغم من صعوبة اجتزاء فقرات أو مقاطع من المذكرة ـ الرسالة على سبيل الاستشهاد- لما لذلك من أثر في الاخلال بترابطها وتناسقها وتكامل مضمونها العام،اذ يستحسن قراءتها متكاملة بنصها لأهميتها البالغة،لكننا مضطرون هنا الى فعل ذلك العمل الاجتزائي للاستشهاد والاستدلال على مجمل الابعاد والمغازي والمدلولات على النحو الاتي: 1ـ انها المرة الاولى، حسب علمي ومعلوماتي المحدودة التي يوجه فيها رئيس اعظم قوة في عالم اليوم رسالة الى وزير مختص في حكومة دولة من دول العالم الثالث بشأن قضية شائكة ومعقدة ومحاطة بأعلى قدر من الحساسية المفرطة لتعلقها وارتباطها بالمسألة الدينية في صميمها، وذلك يؤكد على مدى الاهمية والاهتمام الكبير والخاص الذي تحظى به على الصعيد العالمي كله.. 2ـ اشارت الرسالة الى أن(( رؤساء الولايات المتحدة في الماضي انشغلوا بكتابة مثل تلك الرسائل الى وزراء البترول فقط،وعليه فان الرئيس الامريكي على يقين أن ارساله لرسالة الى وزير الشئون الاسلامية قد فاجأته، وتمضي الرسالة موضحة(( لأننا كنا ننظر الى السعودية على أنها مجرد محطة ضخمة نحصل منها على النفط، ولم نعتبرها أبدا مجتمعا يعتد به، ولكننا ادركنا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية أنك أنت الوزير الذي نحتاج الى مخاطبته، بسبب الخمسة عشر السعودي الذين تورطوا في تلك الهجمات أو ـ بطريقة أخرى ـ الخمسة عشر الذين تخرجوا من مدارسكم الدينية)). 3ـ ويستطرد الرئيس الامريكي مخاطبا الوزير السعودي قائلا: (( أولا دعني أوضح لك شيئا: امريكا لم تقرر فجأة اتخاذ موقف مناهض للسعودية.. وليست هناك مؤامرة صهيونية لافساد علاقتنا، التمس منك ألا تقع ضحية لمثل تلك الاكاذيب.. داخل الولايات المتحدة يوجد اعتراف واسع النطاق بأن السعودية تعد حليفا مهما، هناك عشرات السعوديين درسوا هنا ويساندون امريكا، وهناك ما هو أكثر من ذلك أهمية، فنحن نعرف أن من المستحيل علينا أن نغير الفكر الاسلامي المتشدد دون مساعدة السعودية فهي القائمة على الاماكن الاسلامية المقدسة ورائدة للعالم الاسلامي، فهي تُمول الالاف من المدارس الاسلامية والمساجد في انحاء العالم المختلفة، ونحن لا يمكن أن نصبح مؤثرين دون مساعدتها.. من ناحية أخرى ، سيكون خطأ فادحا أن تعتقد السعودية أن ليس هناك أي خلاف معنا، وأن نعتقد أن الشئ الوحيد الذي تحتاج اليه يتمثل في تكوين نوع من العلاقات الجيدة واجراء القليل من اللقاءات مع حلفاء واشنطن لتهدئة الامور، أنتم تواجهون مشكلة مع الشعب الامريكي الذي تملكه الشعور، منذ أحداث سبتمبر بأن مدارسكم الدينية والاف المدارس الدينية التي تمولها حكومتكم والهيئات الخيرية في انحاء العالم كافة، تعلم أن غير المسلمين هم أقل شانا من المسلمين، ولابد من دخولهم الاسلام أو مجابهتهم، لابد أن تكون مدركا ما أقوله..)) 4ـ ويضيف الرئيس الامريكي في رسالته للوزير السعودي قائلا: (( نحن لا يمكننا أن نملي عليك كيف تُعلم ابناءك، ولكن ما يمكننا قوله هو أن الاف الاطفال الامريكيين يعيشون اليوم دون أب أو أم، بسبب هؤلاء الاسلاميين المتشددين الذين تعلموا بمدارسكم والذين يبررون جريمتهم البشعة التي اقترفوهاباسم الاسلام.. لايمكننا اخبارك كيف تُعلم ابناءك، ولكن نستطيع اخبارك أننا في هذا العالم المترابط، الذي بات متاحا فيه للافراد امتلاك وسائل التدميرالشامل ـ نحتاج منك ان تفسر الاسلام بالاساليب التي تساعد على نشر التسامح الديني والسلام، ان لم تستطع تحقيق ذلك فنحن بيننا خلاف، سنعتبر السعودية مصدرا لأموال وعقيدة هؤلاء الذين نشن عليهم الحرب الحالية تماما مثلما نظرنا الى الاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة)).. 5ـ ثم يشرح قائلا: (( ومما شجعني على كتابة هذه الرسالة هو فهمك الذي ابديته للخطوات التي يجب أن نتخذها لايقاف الحملات التحريضية ضد الولايات المتحدة في المساجد ووسائل الاعلام، وكذلك الدعوة التي أطلقها الامير عبدالله مؤخرا لكبار رجال الدين في السعودية لتحري الدقة فيما يقولون لأن الله يقول (( وجعلناكم أمة وسطا)) وايضا ما قلته أنت لكبار الزعماء بشأن انتشار الاسلام معتمدا على نهج الوسطية وأن تلك الوسطية اذا نمت بطريقة سليمة فان الاتجاهات الاخرى ستكون ضعيفة أمام الاسلام، وقد أعربتُ في وقت سابق عن امتناني لفتوى الشيخ السبيل امام المسجد الحرام بتحريم العمليات الانتحارية التي تقتل المدنيين هذده كلمات ذات أهمية نحن نأمل في ادراجها ضمن مناهجكم الدراسية، ويستطرد في اشارة مهمة ذات دلالة عميقة قائلا : (( وندعوكم للنظر بامعان في مدارسنا، واذا وجدتم نصوصا تهاجم الاسلام فاخبرنا بها، لقد اصبح من الضروري في ظل العولمة أن ننظر الى مايتعلمه ابناؤنا)) 6ـ وتمضي الرسالة الى ان تصل لملامسة اخطر قضية تُوتر دائما صفو العلاقات العربية الامريكية وتهدد مستقبلها، وهي اسرائيل حيث يقول الرئيس الامريكي : (( نحن ندرك أن القضية الفلسطينية لها أهمية كبرى بالنسبة لكم، ولكن لايمكنك الحضور الى هنا واخبارنا أنه من شأن امريكا فرض سلوك معين على اسرائيل، لكن ليس من شأننا ايضا أن نفرض عليك سلوكا أو كيف تعلم ابناءك الذين قتلوا اربعة الاف امريكي)) 7ـ وتختتم الرسالة بالقول: (( نحن لانريدك عدوا ولانريد حربا ضد الاسلام، وانما نريد حربا من خلال الاسلام، حربا ضد التباغض والتطرف الديني.. نريدك صوتا للاعتدال الذي ننصاع اليه ومعنا جميع المسلمين.. يمكننا فقط الانصياع الى ما تقوله بشاننا عندما تتحدثون بامانة عن أنفسكم، وتُمهر الرسالة باسم(( المخلص.. جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الذي يريد أن يكون صديقا لكم، وليس مستهلكا فقط )) انتهى .والواقع أننا لم نستطع أن نختصر الرسالة أو نكتفي باقتباس فقرات منها رغم محاولتنا ذلك فوجدنا انفسنا وقد أوردنا الرسالة كاملة بترجمتها العربية كما وردت في صحيفة ((17 يوليو)) ولعل ذلك مما يعمم الفائدة والوعي.. وبقي لنا بعدها، وقفة جادة وصادقة ومسئولة ازاء هذه الرسالة التاريخية المهمة من جانبين رئيسين هما : الجانب الأول: الرسالة من حيث كونها اسلوبا رفيعا في التخاطب والتفاهم بين الدول وما تطرحه من ابعاد ودلالات مهمة. الجانب الثاني: ماحوته الرسالة من قضايا جوهرية ومواقف نتفق في الرؤية مع بعضها ونختلف ازاء بعضها الاخر، وتلك طبيعة الاشياء وسنن الحياة البشرية، ومن الطبيعي أن نختلف ونتباين في الاراء ومن الضروري والحتمي أن نتحادث ونتحاور بعضنا بعضا دائما وباستمرار، دون تخويف أو ترهيب أو فرض قسري ولابد من المدى أن نصل الى رؤى ومواقف مشتركة بناءة وايجابية. ووقفتنا هذه ثنائية الجانب ستكون موضوع الحلقة القادمة بأذن الله وتوفيقة فالى اللقاء.